توقيت القاهرة المحلي 03:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«النيل الأحمر»

  مصر اليوم -

«النيل الأحمر»

بقلم - سمير عطا الله

أعطي النيل ألواناً كثيرة، هي في الحقيقة ألوانه: الأزرق، الأبيض، وحتى الأسمر، كما سماه شوقي. ثمة لونٌ قديمٌ جداً اختاره الرحالة البريطاني روبرت تويغر: الأحمر! ليس فقط بالمعنى المجازي لكثرة ما رافق النيل من دماء وصراعات بشرية، بل أيضاً ذلك اللون الطبيعي الذي يتخذه هذا النهر الخارق عندما يجرف التراب جرفاً مروعاً، عندما يلتقي النيل الأبيض بالنيل الأزرق قرب الخرطوم، أوائل الصيف.

لم يُكتب عن نهرٍ قدر ما كُتبَ عن النيل: شعراً وتاريخاً ونثراً وجغرافية. لأن النيل، مثله، حكاية لا بداية لها ولا نهاية. ولعل أشهر ما كُتبَ كان نيل المؤرخ الألماني الكبير إميل لودفيغ، الذي كتب أيضاً سيرة المتوسط الأزرق الجميل، وما في حوضه من أحداث وحروب وحضارات. لكن نيل روبرت تويغر أكثر جاذبية، إضافة إلى كونه أكثر حداثة (2013).

أمضى تويغر، المتزوج من مصرية، سبع سنين في المعادي يراقب النيل، ويسافر فيه، ويسافر حوله، لينتهي إلى سيرة أعظم الأنهار، النيل الذي يربط كل شيء بكل شيء. نهر يتدفق عبر ربع مساحة أفريقيا، يبتلع على الطريق كل ما يصادفه من أنهر وجداول، ويمر بالقبائل والحضارات والبحيرات، ويصل الدلتا في مصر، ثم يكمل الدفق نحو المتوسط، وله في كل ذلك اسم واحد: النيل!

يحاول تويغر، نوعاً ما، المقارنة: لو قدّر لـ«التايمز» أن يكون في حجم النيل، لما كان مصبه في غريفيس، بل لأكمل مجراه نحو القنال الإنجليزي، ثم عبر إلى أوروبا ليصل إلى تركيا، ومنها إلى العراق، بحيث يتدفق مثل الفرات في الخليج العربي.

أحمر: «ليس النيل أبيض أو أزرق، أو حتى أخضر. هو أحمر. ولمدة قصيرة، حين يفيض النيل الأزرق فيضاناً كاملاً ويدخل النيل الأبيض ليجمعه ويعكس تدفقه مسافة خمسة أميال، تختلط حمولته من الرواسب مع المياه الشفافة للنيل الأبيض فتجعله، ولأيام فقط، نهراً من الدم الأحمر. وحين يلتقي النيل الأزرق بالنيل الأبيض في السودان، بالقرب من الخرطوم، في الزمان والمكان وفي فترة أوائل الصيف، ما هو إلا استعارة سحرية لأعظم نهر في العالم: نهر الدماء، نهر الحياة، نهر الموت. والنيلان، الأبيض والأزرق، هما نهران، رائعان، لكنهما صغيران ضمن النطاق والتاريخ. إنهما نهران كبيران في العالم. إن النيل السفلي، هو النهر الوحيد الذي يعبر الصحراء بطولها. ولكن إذا ما أخذنا الأنهر سويةً، أي الأبيض والأزرق والنيل السفلي، لعرفنا أن لدينا شيئاً مميزاً. ولهذا السبب اخترت تسمية «النيل الأحمر». إنه نظام النيل «الأعظم والأكثر تأثيراً في العالم».

إلى اللقاء..

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«النيل الأحمر» «النيل الأحمر»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon