توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة عام 1957: التبادل الاقتصادي

  مصر اليوم -

غزة عام 1957 التبادل الاقتصادي

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

العديد من الإسرائيليين ليسوا فقط غير قادرين على التفكير في أن هذه مفارقة، بل غير قادرين على تصديق أنها تبدو غريبة بالنسبة للأجنبي. ومع ذلك، هناك فلسطينيون في غزة يقولون: «أرضي على بعد خمسة أميال من هنا، وقد أخذوها ليعطوها لرجال من مسافة عشرة آلاف ميل». والاختلاف في الرأي لا يمكن التوفيق فيه.

ومع ذلك، فإن درجة التعنت التي يتم التعبير عنها تختلف باختلاف وجهات النظر السياسية المعروفة لمترجمك، الذي عادة ما يكون مسؤولاً في المخيم، والرجال من بين اللاجئين الذين لديهم أكبر قدر من المادة والتعليم، والذين يتحدثون الإنجليزية أو الفرنسية، هم بشكل عام الأكثر منطقية للجميع.

وقال لي أحدهم: «سأعود وأرى ما إذا كان بإمكاني العيش بسعادة في البيئة الجديدة». ولقد تم تحذيري منه باعتباره متهوراً. وأضاف: «ثم أرى ما إذا كان بإمكاني بيع كل ما لديّ والذهاب إلى حيث أشعر أنه لديّ المزيد من الحرية».

لقد أتاح طرد المصريين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فرصة للاتصال بين الفلسطينيين الحاليين والسابقين. الفرصة لا تزال قائمة، ما دام لم يعد المصريون. ومع ذلك، فإن توغل الجيش الإسرائيلي أدى إلى إغلاق أهم مصدر للإيرادات الخارجية في القطاع، إلى جانب مساهمة «الأونروا» في الاقتصاد. وكانت هذه الأموال يرسلها إلى الوطن ما بين خمسة وعشرة آلاف رجل من قطاع غزة يعملون في حقول النفط في المملكة العربية السعودية والكويت وقطر.

منعت السلطات المصرية، أثناء وجودها في القيادة، سكان غزة من الدخول إلى مصر أبعد من واحة العريش الجرب (على الرغم من أنها استثنت طلاب غزة الذين يدرسون في الجامعات المصرية)، لكنها سمحت للرجال بالخروج من القطاع للعمل في الدول النفطية. غالباً ما يكون الفلسطينيون أكثر معرفة بالقراءة والكتابة، ودائماً ما يكونون أكثر تقدماً من الناحية الفنية من عرب الحجاز، أو، في هذا الصدد، من المصريين. ولذلك فإن عملهم باهظ الثمن في الأراضي العربية البدائية، وقُدرت الإيرادات التي يرسلونها إلى وطنهم بما يتراوح بين خمسة وعشرين ألفاً ومائة ألف جنيه مصري شهرياً.

أهل غزة، عندما يتحدثون عن المال، يتحدثون بالجنيه المصري، الذي يساوي رسمياً دولارين وثمانين سنتاً. أما الجنيه الإسرائيلي، الذي يساوي رسمياً خمسة وخمسين سنتاً، فقد وجد قبولاً بطيئاً في القطاع، وقبل انسحابها من غزة، يمكن أن تحصل القوات الإسرائيلية على ما يتراوح بين سبعة وعشرة جنيهات إسرائيلية مقابل جنيه مصري واحد، ما أتاح فرصة رائعة لتحقيق ربح سريع فيما اعتُقد أنه يسمى المراجحة. وفي نفس الأسبوع في بيروت، علمت أنه يمكن شراء جنيه مصري واحد مقابل دولارين.

وعندما سيطر الإسرائيليون على القطاع، انقطعت جميع الاتصالات مع الدول العربية بشكل طبيعي؛ لأن إسرائيل لا تزال في حالة حرب معهم من الناحية التقنية. إن إحدى المهام الأولى والأكثر إلحاحاً لإدارة الأمم المتحدة في غزة ستكون إبقاء القطاع مفتوحاً أمام الاتصالات والتبادل الاقتصادي على كلا الجانبين. ربما يمكننا إخراج هؤلاء الأشخاص من تلك الغواصة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة عام 1957 التبادل الاقتصادي غزة عام 1957 التبادل الاقتصادي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon