بقلم: سمير عطا الله
قال رئيس المخابرات البريطانية السابق (MI6) إن السياسيين الثلاثة المتنافسين على رئاسة الوزراء من حزبي المحافظين والعمال لا يتمتعون بالصفات التي تؤهلهم لقيادة بريطانيا. هذا أول وأقسى تقييم من «المؤسسة الخفية» في المعركة القائمة على 10 داوننغ ستريت، منذ استقالة تيريزا ماي، في نهاية فترة قصيرة ومضطربة.
كل مواطن في العالم أصبح معنياً إلى حد ما بالزعماء الذين تحملهم انتخابات الدول الغربية إلى الحكم. التجديد لدونالد ترمب لم يعد مسألة أميركية فقط. من تخلف أنجيلا ميركل في ألمانيا لم يعد شأناً ألمانياً فحسب، فوز مودي وحزبه في الهند تغيير عالمي.
«العالم قرية صغيرة» لم يعد مجرد قول للمجالس، أو لاستخدام الكتاب الذين لم يضبطوا مرة في تعبير جديد أو فكرة محيت من كثرة النسخ. هذه هي الحقيقة المتعبة التي تتركنا بلا خيارات كثيرة. وتبرز أكثر معالم الضعف في الغرب، حيث تقف الزعامات الجديدة عاجزة عن مواجهة التحديات الوجودية، كالمهاجرين و«البريكست» والحروب الصغيرة.
شهدت الملكة إليزابيث الثانية منذ توليها التاج 12 رئيس وزراء، كان بينهم ونستون تشرشل، وهارولد ماكميلان، ومارغريت ثاتشر. والآن، تستعد لأن يكون الثالث عشر بوريس جونسون، المنفوش الشعر، الذي يقطن في شقة صديقته، حيث يعلو صراخهما في الليل.
أليست هذه مسألة شخصية في بلد مثل بريطانيا؟ لا. ما إن تصبح شخصية عامة، لا يعود هناك شيء شخصي في حياتك. صحف بريطانيا انشغلت فترة بكمية معجون الأسنان التي يضعها الأمير تشارلز على الفرشاة، وشغلت سنوات بنوع الأحذية الرياضية التي تستخدمها ديانا.
يعاني الغرب من الافتقار إلى «قماشة» الزعماء، كما وصفها رئيس المخابرات السابق، الجهاز الذي يحمي الأمن القومي، ويقدِّم تقريراً يومياً إلى الملكة عن حال البلاد وأحوال العالم. ويتعين على الملكة أن تتعايش، لسنوات طويلة، مع الرجل منفوش الشعر «بأكثر مما كان عليه شعر (البيتلز)».
ومن يدري، فقد يصبح رئيس وزراء جيداً. صحيح. من يدري؟ ولكن شهادة رئيس «MI6» السابق مقلقة. أي أن الذين يعرفون والذين لا يعرفون كانوا يتمنون فئة أخرى من المرشحين. وحدهم رسامو الكاريكاتير يرحبون؛ معالم جونسون حقل مفتوح.