توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مناظرة السيسي ـ ماكرون

  مصر اليوم -

مناظرة السيسي ـ ماكرون

بقلم - سمير عطا الله

النقاش بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون كان تاريخياً في علانيته وفي جدليته. الضيف يتحدث عن حقوق سجناء الرأي، والمضيف عن الذين حرروا من أسر الفقر والعوز وسكن المقابر. ولا شك أن الحل الأمثل في أن يأتي يوم تكون مصر بلا فقراء أو سجناء سياسيين.
ولكن الغريب في الضيوف الغربيين أنهم يضعون مطالبهم دائماً أمام أهل الحكم. أوليس مطلوباً من المعارضة أيضاً أن تقدم للناس والدولة مسلكاً جديداً بلا عنف ولا قنابل ولا مؤامرات ولا قتل الناس على السطوح؟ إن الرئيس ماكرون قادم من بلد ينغص فيه اليمين الفرنسي حياة الناس كل سبت بأعمال العنف، في حين أن أحداً في العالم لا يتمتع بحرية التعبير التي يتمتع بها الفرنسي، في البرلمان ومجلس الشيوخ والصحافة والإعلام والجامعات.
تعودنا في العالم العربي على أن الخطأ ترتكبه الأنظمة وسياساتها. ولكن تجارب المعارضة في الوصول إلى السلطة، أو شيء منها، كانت مريرة أو مريعة. من مصر نفسها إلى ليبيا إلى فلسطين إلى اليمن وبدءاً بالجزائر. من المحزن أن المعارضة، في بعض الحالات، لا تزال ترى الحل في العنف كأننا لم نخرج من مفهوم الخمسينات ودورات الإعدام في العراق.
عندما دعا ماكرون إلى تحسين أوضاع حقوق الإنسان، كان يتحدث بكل وضوح إلى الفرنسيين، ليقول لهم إنه مارس الجرأة الأدبية في قلب مصر وفي حضور رئيسها، وليس في غيابه. لكن عندما تحدث السيسي، كان أيضاً يخاطب المصريين الذين يعرفون معنى بناء ربع مليون شقة وانتشال ربع مليون عائلة من على الأرصفة، ومعنى الحرب الخبيثة في سيناء، باعتبارها حرباً مباشرة على القاهرة.
الطريق إلى مصر خالية من السجناء السياسيين تبدأ بإعلان الأحزاب عن رفض جميع أشكال العنف، وقبول فكرة مصر أولاً، مثل جميع الأمم وبينها فرنسا. وليس هناك عنف بسيط وعنف ناعم، هناك عنف واحد يشل فرنسا كل يوم سبت، ويفجر في مصر، وينصب الكمائن القاتلة لشبان الجيش.
حرية الفرد وحقوقه لا تقل أهمية عن حقوق الدولة. فكلاهما واحد في نهاية المطاف. لكن العبودية الأكبر هي عبودية الحاجة والفقر. والحرية الكبرى هي حرية الأمن والطمأنينة وراحة البال. وإلا كيف للفرد أن يحلم، وللدولة أن تخطط وتبني. ربع مليون شقة ليست شيئاً. لكنها ترد البرد والذل أكثر من مليون خطاب.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مناظرة السيسي ـ ماكرون مناظرة السيسي ـ ماكرون



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon