توقيت القاهرة المحلي 09:13:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متاهة ما بعد الحرب

  مصر اليوم -

متاهة ما بعد الحرب

بقلم : سمير عطا الله

  قمة أنقرة عن سوريا ليست أول قمّة تغيب عنها سوريا. لكنها أول قمة عن سوريا تنعقد وقد خرجت المعارضة من جوار دمشق، وبدت العاصمة، للمرة الأولى منذ سبع سنوات، غير مهددة في مطارها ومؤسساتها الحكومية ومنشآتها الحيوية.

دول القمة الثلاث تريد القول إنها من صنع الانتصار في سوريا. ويقف بوتين متباهياً بين شريكيه التركي والإيراني، فيما يلوح الرئيس الأميركي بالخروج من المنطقة وحروبها، عائداً بجيوشه إلى جبال الكانيون وصحراء نيفادا. وأول المعترضين على مضيف القمة هو الرئيس السوري الذي يهاجم دور إردوغان في عفرين. لكن إردوغان في عفرين، بالتنسيق مع فلاديمير بوتين الذي يدير الحرب من الجو والأرض، وعندما يقتضي الأمر، من البحر أيضاً.

والآن جاء دور ما بعد الحرب كما أعلنت القمة الثلاثية. أي إعادة إعمار أكبر مساحة من الخراب منذ الحرب العالمية الثانية. وقد سارع دونالد ترمب قبل أيام إلى الإعلان عن إلغاء الموازنة التي كانت واشنطن قد خصصتها للمساهمة في الورشة الكبرى. والإعلان سياسي أكثر مما هو مالي، فما هو مبلغ مائتي مليون دولار أمام كلفة تقدر بمائتي مليار دولار على الأقل؟

بدأت القمم حول سوريا، وقد شاركت فيها جميع الدول. والآن وقد بدت الحرب في نهاياتها، لا يدعى إليها أحد. وأبرز ما في الصورة تدهور الشراكة الأميركية - التركية، القائمة منذ الحرب العالمية الثانية على الأقل. فقد خرج إردوغان عن التنسيق التقليدي في كل القضايا المألوفة. ومن الواضح أنه عندما يقول ترمب، فلتتدبر القوى الموجودة في سوريا أمرها، إنما يقصد بالدرجة الأولى روسيا وتركيا.

فقد خاض الأميركيون والروس الحرب على «داعش» معاً. وأعلن الفريقان الآن نهايته، خصوصاً على لسان بوتين نفسه. لكن المأزق الذي برز في وجه الفريقين بعدها، هو وضع الأكراد الذين يجدون أنفسهم بلا سند، في وجه الخصم التركي الذي يبدو وكأنه يريد استغلال الوضع الصعب لإنهاء قضيتهم. فعندما يقول ترمب إنه ينوي الانسحاب، فلا بد أن يكون الأكراد أول من يخاف. فإلى الأمس كانوا أبرز حلفاء أميركا، وكانت أميركا أول حلفائهم. لكن الأوراق تبدلت بشكل عاصف، والآن لا بد من إعادة ترتيبها.

هل عقدت قمة أنقرة من أجل البيان النهائي الذي قرأناه، أم من أجل الاتفاق على ترتيبات تتطلب وجود الرؤساء الثلاثة؟ ولماذا عقدت مثل هذه القمة في أنقرة، وليس في موسكو، حيث المدير الأساسي للصراع العسكري والسياسي معاً؟ ألم يكن في الإمكان توفير هذا التحدي على النظام السوري، فيما المراحل الأخيرة من النزاع تبحث عن مراسيها؟

تسوية نتائج الحرب دائماً أصعب من الحرب نفسها. الآن وقت الاتفاق بين الحلفاء، وهو أمر أكثر تعقيداً من اتفاق الأعداء.

نقلاً عن الشرق الآوسط
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متاهة ما بعد الحرب متاهة ما بعد الحرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon