توقيت القاهرة المحلي 10:14:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شرفة العرب

  مصر اليوم -

شرفة العرب

بقلم : سمير عطا الله

 لم نكفَّ عن انتقاد لبنان. وضعنا عليه اللوم في أشياء كثيرة ومراحل كثيرة. طالبناه بأن يفتدي جميع العرب كواجب، ثم اتهمناه بالتقصير. بقي الجبهة الوحيدة المفتوحة في وجه إسرائيل، وبقينا نتهمه بالعمالة. كان الراحل ياسر عرفات يستعرض جيش منظمة التحرير في مطار بيروت وهو يستقبل ضيوفه «الرسميين» على بعد 5 كيلومترات من القصر الجمهوري، و3 من البرلمان ورئاسة الحكومة. وكان الجيش السوري يدخل إلى لبنان ويخرج باسم العلاقات المميزة، فيما يدير ضابط سوري من البقاع الشؤون السياسية في البلاد، كلها وجميعها.

بقي البلد متماسكاً وله هوية وعَلَم وجواز سفر يغادر به الشبان طلباً لعمل في الخارج. فالاقتصاد لم يستطع الصمود أمام الخضّات السياسية وانفصام الناس والتهديد الخارجي وعتاة الفساد. وبسبب هذا الفريق الشرير، يتهاون صمود البلد أمام غلبة الديون والسرقات واللؤم.

اليوم، يذهب لبنان إلى الانتخابات البرلمانية رغم كل شيء، ولا يزال في رصيده ما يبقيه بلداً فريداً في هذا الشرق المتهالك: أكثر من 300 سيدة رشحت نفسها من أجل مقاعد نيابية يتنافس عليها أيضاً أكثر من 900 رجل.
وعندما تطالعك صور وأسماء المرشحين، ترى بينها عشرات الأرمن الذين لهم في البرلمان خمسة مقاعد، وترى أسماء من جذور سريانية أو كردية.

ما من بلد آخر تتمثل فيه كل هذه الهويات والتيارات والاتجاهات. فهذا الشرق مصبوب في قالب سياسي واحد، ولذا يتعرض للانفجار والتفتت عند أول تغيير. أما لبنان، فقد اعتاد أنه ليس من الضروري أن تتحول الرياح إلى عاصفة. وتطل نوافذ اللبنانيين بعضها على بعض متناغمة ومتعايشة. وتعبر بيروت من شارع إلى شارع، فتعبر من مجتمع إلى آخر، ومن تقاليد إلى أخرى.

لقد قاوم النموذج اللبناني عواصف ومتغيرات الزمان وزلازل المنطقة. والتحالفات الانتخابية تبدو مضحكة في الظاهر، لكنني ممن يأخذون بكل جدية تحالف «الجماعة الإسلامية» مثلاً مع بعض الأحزاب المسيحية. ولقد كانت الحملة عرضاً جميلاً من عروض القوة وطاقة الاحتمال. وشاهدنا المرأة تخوض في وجه الرجل معركة إعلامية وجماهيرية مضنية. وفي حالات غير قليلة، تتزعم هي اللوائح، وتقود المهرجانات، وتلقي الخطب.
في المناسبات الوطنية الكبرى، تظهر قيمة النموذج اللبناني من جديد: وطن وملاذ وشرفة العرب، كما كان يسميه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرفة العرب شرفة العرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
  مصر اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
  مصر اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية
  مصر اليوم - خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية

GMT 09:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
  مصر اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon