توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمَّ تبحث مصر؟

  مصر اليوم -

عمَّ تبحث مصر

بقلم - سمير عطا الله

هناك بضعة مواضيع وقضايا لا نهاية للنقاش فيها في مصر: اكتشافات الفراعنة، ونكسة 1967، وموت عبد الحكيم عامر، وإقالة محمد نجيب، واستقالة جمال عبد الناصر. وهذا أمر طبيعي في دولة ذات حيوية كبرى، ولدت منذ سبعة آلاف عام، ولا تزال تبحث عن نفسها وعن عصورها. لكن فيما يعثر علماء الآثار على الأدلة القاطعة والذهب الجميل، يمضي أهل الفكر والسياسة في الجدل حول المرحلة الناصرية وكأنها وقعت قبل 5 آلاف سنة وليس قبل خمسين.

ناس تدافع عن عبد الناصر، بكل ما فعله، وناس تحمل عليه بكل ما فعل. ناس لا ترى إلا السد العالي ونهضة الفلاحين والكرامة السياسية، وفريق لا يرى إلا مساوئ التأميم والهزيمة العسكرية وأخطاء الحراسة. ناس تتذكر مجانية التعليم، وناس ينتقدون ما أوصلت إليه المستوى التعليمي. أيضاً، كل ذلك طبيعي، لأن البشر آراء وأهواء، أنصار وأعداء. الشذوذ الوحيد هو أسلوب بعض المشاركين في الدفاع أو في الهجوم: تعابير لا لزوم لها ولا داعي ولا مبرر تذكّر بالراحل أحمد سعيد، ولكن من دون جاذبية صوته، ومن دون المتعة التي كان يبعثها في النفوس وهو يسقط الطائرات مثل طيور اللقلاق.

لا أكلف نفسي قراءة هذا النوع من الحبر والفكر. فما إن أصل إلى كلمة سوقية، حتى أتوقف وأكف. ولكنني ماضٍ في متابعة تلك الصفحات التاريخية بكل جدّيتها. ففي نهاية المطاف، هي جزء من أهم مراحل الأمة. وفي هذا التشابك، قد تعصي علينا الحقائق المطلقة مثلما تعصي علينا حقائق الفراعنة أو المماليك. لكن عصارتها هي الأهم. وليس من الضروري أبداً أن نخرج بقناعات قاطعة، ولكن المهم أن نخرج بدروس نافعة.

فالذي ننساه دوماً في مثل هذه النقاشات هو دورنا فيها: هل ساعدنا القيادات بوعينا أم كنّا خدرها الأول. وما هو نفع النيات الحسنة في المصائب والكوارث؟ وما هو الأكثر ضرورة للشعوب والبلدان والأمم: قائد يبني المؤسسات للأجيال أم قائد يفرح ساعات النهار؟

الإجابة صعبة طبعاً. والمثل الإنجليزي يقول النصر يتبناه الجميع، لكن الخسارة لا أب لها. على ماذا تقوم مصر الآن؟ على نبوغ محمد علي، أم على حضارات الفراعنة، أم على المكانة التي حفرها لها عبد الناصر في محاربة الاستعمار؟ ليس لدى الشعوب جواب هادئ. فقد خرجت مصر ضد استقالة عبد الناصر، الذي خسر سيناء، ولم تخرج إلى الطرقات مرحبة بالسادات، الذي استعادها وعَبَر القناة. نحن في لبنان كان الجنرال فؤاد شهاب الأقل شعبية، مع أنه كان الرئيس الوحيد الذي قام بالتجربة الوحيدة لبناء الدولة.

كل عام، في مثل هذا الوقت، مصر تتذكر. وتستعيد. إنها تبحث، في اللاوعي، عن مخرج من الأزمة النفسية التي وقعت فيها. كل فريق على طريقته. لا أحد يبحث عن الحقيقة. الجميع يبحث عن عزاء لمرحلة ترفض أن تغيب بألوانها المفرحة والمحزنة.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمَّ تبحث مصر عمَّ تبحث مصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon