توقيت القاهرة المحلي 05:16:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أعداء الوقت

  مصر اليوم -

أعداء الوقت

بقلم - سمير عطا الله

أعرف أن أخبار لبنان مملّة، لا جديد فيها. وأي جديد ليس سوى قديم ممسوخ. وبالتالي، فما الفائدة من المزيد من التأمل في صورة الجدران الفارغة، والطرق المسدودة، وجبال اليأس المكدّسة. يكتب المرء في الشؤون اللبنانية فقط كمن يسجّل حق الملكية في الدوائر الرسمية. ضمن العيب أيضاً أن تتجاهل المحنة التي تطبق على اللبنانيين وتحشرهم أكثر فأكثر في ظلمة الأنفاق والمتاهات المتشابكة. لم أتأمل لحظة واحدة في الانتخابات الأخيرة، لأنني لم أتأمل قبلاً في أي انتخابات. غير أن الانتخابات الماضية جرت بموجب قانون من البِدع والبهلوانيات التي لا شبيه لها، لا في الدول البرلمانية ولا في الدول الديكتاتورية، ولا في دول بين بين. ومع ذلك انتظرنا مع من انتظروا النتائج، لعلها تأتي بحكومة تنزع من البلد صورة الشلل.

لا قيمة لشيء في لبنان، خصوصاً الغالي والثمين منها. وبما أن أثمن شيء في الحياة هو الوقت، فهو عندنا في قاع القِيَم والاهتمامات. فالرؤساء لا يُنتخبون إلا بعد مضي عامين ونصف على الفراغ. والحكومات لا تؤلف إلا بعد أشهر طويلة في المنازلات والثرثرة. وبرغم كل هذه القناعات والتجارب، ارتضينا وتأملنا. وحدث معنا ما يحدث دائماً: السياسيون يأخذون الوقت ويعطوننا الهباء.

اسمحوا لي أن أنقل لكم أكثر لوحة تطابق هذا الوضع المُزري والمُحزن. إنها فقرة مأخوذة من الألماني هاينريش هاينه: «فلستم وحدكم الذين تلقوا الوعود. طالما حدث في المراكب الكبيرة النقالة العبيد. وخلال العواصف المدمرة، وعندما يكون المركب في خطر الهلاك، يلجأ أصحابه إلى الاستغاثة والاستنجاد بالرجال السود الذين يتكومون في قعر السفينة، وأن يعدوهم بردّ حرِّيتهم إليهم إذا نجحوا بحماستهم ونجدتهم في إنقاذ المركب. ويهرع السود الفقراء البسطاء، وقد أفعمتهم الحماسة والنشاط تحت نور الشمس، ويمسكون بالمضخات ويزيحون الماء بقواهم، ويساعدون حيثما تقتضي الأمور المساعدة، ويقفزون وينطون ويلفون الأشرعة ويكسرون السواري ويظلون يعملون حتى يزول الخطر. وعندئذ، يقودهم أصحاب المركب، دون نقاش، مرة أخرى إلى قعر المركب ويربطونهم من جديد ربطاً محكماً، ويتركونهم في سجنهم المظلم يستسلمون إلى تأملاتهم الجدلية الفارغة حول الوعود التي قطعها لهم تجّار الأرواح، الذين تظل غايتهم الوحيدة، بعد زوال الخطر، أن يحتكروا أكثر مما احتكروا من أرواح الناس».

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعداء الوقت أعداء الوقت



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon