توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أعداء الوقت

  مصر اليوم -

أعداء الوقت

بقلم - سمير عطا الله

أعرف أن أخبار لبنان مملّة، لا جديد فيها. وأي جديد ليس سوى قديم ممسوخ. وبالتالي، فما الفائدة من المزيد من التأمل في صورة الجدران الفارغة، والطرق المسدودة، وجبال اليأس المكدّسة. يكتب المرء في الشؤون اللبنانية فقط كمن يسجّل حق الملكية في الدوائر الرسمية. ضمن العيب أيضاً أن تتجاهل المحنة التي تطبق على اللبنانيين وتحشرهم أكثر فأكثر في ظلمة الأنفاق والمتاهات المتشابكة. لم أتأمل لحظة واحدة في الانتخابات الأخيرة، لأنني لم أتأمل قبلاً في أي انتخابات. غير أن الانتخابات الماضية جرت بموجب قانون من البِدع والبهلوانيات التي لا شبيه لها، لا في الدول البرلمانية ولا في الدول الديكتاتورية، ولا في دول بين بين. ومع ذلك انتظرنا مع من انتظروا النتائج، لعلها تأتي بحكومة تنزع من البلد صورة الشلل.

لا قيمة لشيء في لبنان، خصوصاً الغالي والثمين منها. وبما أن أثمن شيء في الحياة هو الوقت، فهو عندنا في قاع القِيَم والاهتمامات. فالرؤساء لا يُنتخبون إلا بعد مضي عامين ونصف على الفراغ. والحكومات لا تؤلف إلا بعد أشهر طويلة في المنازلات والثرثرة. وبرغم كل هذه القناعات والتجارب، ارتضينا وتأملنا. وحدث معنا ما يحدث دائماً: السياسيون يأخذون الوقت ويعطوننا الهباء.

اسمحوا لي أن أنقل لكم أكثر لوحة تطابق هذا الوضع المُزري والمُحزن. إنها فقرة مأخوذة من الألماني هاينريش هاينه: «فلستم وحدكم الذين تلقوا الوعود. طالما حدث في المراكب الكبيرة النقالة العبيد. وخلال العواصف المدمرة، وعندما يكون المركب في خطر الهلاك، يلجأ أصحابه إلى الاستغاثة والاستنجاد بالرجال السود الذين يتكومون في قعر السفينة، وأن يعدوهم بردّ حرِّيتهم إليهم إذا نجحوا بحماستهم ونجدتهم في إنقاذ المركب. ويهرع السود الفقراء البسطاء، وقد أفعمتهم الحماسة والنشاط تحت نور الشمس، ويمسكون بالمضخات ويزيحون الماء بقواهم، ويساعدون حيثما تقتضي الأمور المساعدة، ويقفزون وينطون ويلفون الأشرعة ويكسرون السواري ويظلون يعملون حتى يزول الخطر. وعندئذ، يقودهم أصحاب المركب، دون نقاش، مرة أخرى إلى قعر المركب ويربطونهم من جديد ربطاً محكماً، ويتركونهم في سجنهم المظلم يستسلمون إلى تأملاتهم الجدلية الفارغة حول الوعود التي قطعها لهم تجّار الأرواح، الذين تظل غايتهم الوحيدة، بعد زوال الخطر، أن يحتكروا أكثر مما احتكروا من أرواح الناس».

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعداء الوقت أعداء الوقت



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon