توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آبار الشر

  مصر اليوم -

آبار الشر

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

سمعة العباقرة، أو المشاهير، هي الانقسام حولهم. في الحياة وبعدها. ويزداد الجدل إذا كان المعني مثيراً للنقمة في حياته الخاصة. أحد أبرز هؤلاء كان اللورد بايرون.

عام 1814 وفي ذروة شهرته، تم فحص رأس الشاعر والمتحرر والمناضل من أجل الحرية اللورد بايرون. ليس من قبل طبيب عادي، ولكن من قبل عالم الفرينولوجيا الألماني يوهان سبورزهايم. الذي، بعد إجراء دراسة مفصلة عن جمجمة بايرون، المسلية بلا شك، أعلن أن الدماغ «متناقض للغاية»، وقال إنه عضو فيه «الخير والشر في حرب دائمة».

بعد قرنين من وفاة بايرون. أصبح الانقسام واضحاً كما كان دائماً. يشير المدافعون عنه إلى ذكائه وعبقريته الشعرية وجهوده البطولية في الدفاع عن الحرية اليونانية، وليس من أجل لا شيء. دخلت كلمة «Byronic» المفردات. في الوقت نفسه، يشير منتقدوه إلى أنه كان مسيئاً للنساء، وشاعراً مبالغاً في نتاجه، أو عمله الذي تم الإشادة به ذات يوم، مبالغاً فيه وأجوف، باستثناء عدد قليل من كلمات الأغاني. على سبيل المثال، عادة ما يلاحظ المعسكر المناهض لبايرون أنه لم ينجح حتى في إنقاذ نفسه. ومات من الحمى في السادسة والثلاثين.

يقترب أندرو ستوفر من شخصية بايرون أكثر من سواه في سيرة جديدة تستند إلى 11 رسالة كتبها خلال حياته القصيرة، ويركزعلى التناقضات الشديدة في تكوينه. وقالت عنه الليدي كارولين لامب: «إنه مجنون ورديء، ومعرفته خطرة، لكنه كان أيضاً رفقة رائعة». ما جدوى هذه الرفقة، أو جدوى القتال من أجل الحرية، أو حتى الموت في سبيلها، إذا كان اللورد قد دمّر حياة كل هؤلاء الناس دون أي رادع خلقي، أو إنساني؟

نجد نماذج كثيرة من هذا النوع في آداب أوروبا. ولا يخلو الأدب العربي منهم. ربما أشهرهم أبو نواس الذي تحظر بعض الدول العربية تدريسه في مناهجها، بصرف النظر عما في آثاره من شعر غير منحط. وتتجاوز دول أخرى هذه العقبة بحجة أن الشعراء يمثلون مراحلهم.

وبقدر ما أنا معني، كقارئ للشعر، يمكن لكل إنسان في هذه الدنيا أن يعيش حياة سعيدة من دون أن يقذر النفس بما فعله أبو نواس للشعر، أو هبط به بايرون دون أي قعر من آبار الشر. ومع ذلك فإنه لا يزال «النعناع البري» لكتاب السيرة الذاتية تجعله من تناقضاته وغرابة أطواره، موضوعاً رائعاً باستمرار. وحتى لو تحولت المواقف تجاه مغامراته وشعره من التساهل إلى نقد أكثر صرامة، فهناك دائماً زاوية جديدة يجب اتخاذها تجاه الرجل الملقب بـ«المدير» من قبل زوجته أنابيلا، وأخته غير الشقيقة أوغوستا، التي ارتبط معها بالفاحشة مما أدَّى إلى طرده من بريطانيا في عام 1816.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آبار الشر آبار الشر



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon