توقيت القاهرة المحلي 08:35:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحية إلى أصيلة

  مصر اليوم -

تحية إلى أصيلة

بقلم - سمير عطا الله

احتفل منتدى أصيلة بعامه الأربعين، شعرت بالذنب لعدم المشاركة. إنه موعد سنوي رؤيوي لازم الحضور للذين يعنيهم الاطلاع على واقعنا والتطلع إلى المستقبل. وبعد أصيلة، ظهرت منتديات مشابهة، لعل أهمها في دبي وأبوظبي. لكن هذا الموعد الصيفي على الأطلسي يحمل اسم رجل واحد، وجهد رجل واحد، وضع اسم بلدته الصغيرة مميزاً فوق خريطة المغرب المترامية. وكان الحسن الثاني يقول: «ثمانية رجال على رأس ثماني مدن مثل محمد بنعيسى وأصيلة، ونربح معركة التطوُّر حول العالم».

قالها لأنه عرف محمد بنعيسى عن قرب، وزيراً للإعلام، وسفيراً لدى أميركا، ووزيراً للخارجية. لكن اسم بنعيسى ارتبط في العالم العربي بأصيلة ومهرجانها وأحيائها القديمة وشوارعها الصغيرة وبيوتها الملونة. ومرة في العام، يطغى اسم هذه المدينة الصغيرة على اسم جارتها الكبرى طنجة، بكل حكاياتها وتاريخها وأسرارها الغامضة.

بل هو يتقدم لهذه المدة العابرة أسماء مدن المغرب التي كتبها التاريخ وصفقت لها أجنحة الطيور وصنّاجات الصفّارين.

أربعون عاماً بدأها محمد بنعيسى في قرية لا يقصدها سوى صيادي الأسماك. كان يعرف أن أهل الثقافة والفكر ليسوا أهل استخبارات، ولكنه كان يدرك أيضاً أنهم سوف يبنون لبلدته الصغيرة عنواناً تُفاخر به أمام شقيقاتها الكبريات على الساحل الطويل. وعلى طبيعتها وبكل تواضعها، أصبحت أصيلة بوابة من بوابات المغرب، يقصدها الحاملون أفكارهم ودفاترهم وحواراتهم.

وإذا أردت أن تختصر محمد بنعيسى في صفة واحدة من صفاته في كل مهمة قام بها، فهو رجل الحوارات. وإذ بدأ حياته العملية مبكراً في الأمم المتحدة، فقد شعر باكراً أن أفضل السبل في مسالك الشعوب والأمم هو سبيل الحوار. وعندما أصبح وزيراً للخارجية طوال ثماني سنوات في حكومات الحسن الثاني، حمل معه إلى الدبلوماسية صورتها الأكثر تعبيراً. وتلك المرحلة كانت تقضي أن تكون صوره الداخلية شديدة، فكان أن قابلتها بصورة عفوية، صورة وزير خارجية غاية في الدبلوماسية. ومعه تعرفنا - أهل المشرق - إلى وجه شاب من وجوه الدبلوماسية المغربية العريقة، وكانوا صفاً طويلاً من الكبار وأهل الفكر والأدب.

حمل محمد بنعيسى أصيلة معه إلى الرباط. قدمها إلى زملائه في الحكومة على أنها بلدة لها حلم ومشروع. وحمل اسمها معه إلى الخارج أيضاً، ولأن هذه البلدة الصغيرة لم تكن لها هوية فاس، أو مكناس، أو مراكش، فقد عثر لها على هوية في الحداثة والفكر وصورة المدينة المثقفة.

الأصالة والحداثة. هكذا نَمَت إلى مدينة يحبها مثقفو المغرب والعرب. أربعون عاماً وهي تقدم كل سنة عنواناً فكرياً جديداً. ويظل عنوانها الأعرق والأهم، محمد بنعيسى. تحيات من القلب وعذراً للغياب.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية إلى أصيلة تحية إلى أصيلة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon