توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريد الجنتين

  مصر اليوم -

طريد الجنتين

بقلم : سمير عطا الله

 اليوم ذكرى محمود درويش. 77 عاماً على ولادته ولن أتذكر الأعوام على غيابه. قد يوهمنا بسحره أنه مشرق بلا غياب. ألق يستحق البقاء لكي يصارع هجمات الظلام وأمواج الجفاف. حتى قبل رحلته الأخيرة إلى الجراحة الأخيرة كان يبدو قلقاً، لكن غير مهزوم. وكان يعطي المواعيد إلى ما بعد عودته من أميركا واثقاً من أن عمره سوف يشهد عودتين: عودة جبل الكرمل وعودة قلبه من معركة النصل والدفق. فقد كان يحب أن يبقى من أجل أن يحب، ومن أجل أن يكتب الشعر، ومن أجل أن يتألق مثل فرسان الأندلس وزنبق الجليل.

محمود الشاعر كان هو القصيدة الكبرى على وزن السامق والنبيل. شعره امتداد له. عندما كتب «أحد عشر كوكباً» اتصلت من لندن بنبيل خوري في باريس لأقرأها عليه: أنا أقرأ وأبكي، ونبيل يسمع ويبكي. لم يكن محمود يُقرأُ من دون أن تتخيل طبول النصر وصناجات الشجن تحيط به:

«هل كانت الأندلس ههنا أم هناك، على الأرض... أم في القصيدة».

ذلك اليوم، كما في كل يوم، امتلأ حباً بفلسطين، فتذكر غرناطة وأبا عبد الله، آخر ملوكها. ورآه يغادر حزيناً قصر الحمراء الذي ولد فيه، لكي ينهي أيامه الأخيرة في فاس، منكساً وكئيباً، وأهل الأزقة يرمونه بالشماتة والإهانات.

«... مرَّ الغريب حاملاً سبعمائة عام من الخيل. سأخرج بعد قليل من تجاعيد وقتي غريباً عن الشام والأندلس. هذه الأرض ليست سمائي. ولكن هذا المساء مسائي. والمفاتيح لي، والمآذن لي، والمصابيح لي، وأنا لي أيضاً. أنا آدم الجنتين، فقدتهما مرتين».

أخجل وأنا أنقل عن شعر محمود درويش أن أضيف إليه من نثري. فشعره يُقرأ وحيداً بلا مرافقة حتى موسيقية. بلا غناء حتى فيروز. بلا إطار حتى أصداف القدس. بلا نسائم حتى جبل الكرمل.

«... لا أطل على الليل كي / لا أرى قمراً كان يشعل أسرار غرناطة كلها / جسداً جسداً. لا أطل على الظل كي لا أرى / أحداً يحمل اسمي ويركض خلفي: خذ اسمك عني واعطني فضة الحور / لا أتلفت خلفي لئلا / أتذكر أني مررت في هذه الأرض / لا أرض في هذه الأرض منذ تكسر حولي الزمان الشظايا».

نقلاً عن الشرق الآوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريد الجنتين طريد الجنتين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon