توقيت القاهرة المحلي 20:12:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريد الجنتين

  مصر اليوم -

طريد الجنتين

بقلم : سمير عطا الله

 اليوم ذكرى محمود درويش. 77 عاماً على ولادته ولن أتذكر الأعوام على غيابه. قد يوهمنا بسحره أنه مشرق بلا غياب. ألق يستحق البقاء لكي يصارع هجمات الظلام وأمواج الجفاف. حتى قبل رحلته الأخيرة إلى الجراحة الأخيرة كان يبدو قلقاً، لكن غير مهزوم. وكان يعطي المواعيد إلى ما بعد عودته من أميركا واثقاً من أن عمره سوف يشهد عودتين: عودة جبل الكرمل وعودة قلبه من معركة النصل والدفق. فقد كان يحب أن يبقى من أجل أن يحب، ومن أجل أن يكتب الشعر، ومن أجل أن يتألق مثل فرسان الأندلس وزنبق الجليل.

محمود الشاعر كان هو القصيدة الكبرى على وزن السامق والنبيل. شعره امتداد له. عندما كتب «أحد عشر كوكباً» اتصلت من لندن بنبيل خوري في باريس لأقرأها عليه: أنا أقرأ وأبكي، ونبيل يسمع ويبكي. لم يكن محمود يُقرأُ من دون أن تتخيل طبول النصر وصناجات الشجن تحيط به:

«هل كانت الأندلس ههنا أم هناك، على الأرض... أم في القصيدة».

ذلك اليوم، كما في كل يوم، امتلأ حباً بفلسطين، فتذكر غرناطة وأبا عبد الله، آخر ملوكها. ورآه يغادر حزيناً قصر الحمراء الذي ولد فيه، لكي ينهي أيامه الأخيرة في فاس، منكساً وكئيباً، وأهل الأزقة يرمونه بالشماتة والإهانات.

«... مرَّ الغريب حاملاً سبعمائة عام من الخيل. سأخرج بعد قليل من تجاعيد وقتي غريباً عن الشام والأندلس. هذه الأرض ليست سمائي. ولكن هذا المساء مسائي. والمفاتيح لي، والمآذن لي، والمصابيح لي، وأنا لي أيضاً. أنا آدم الجنتين، فقدتهما مرتين».

أخجل وأنا أنقل عن شعر محمود درويش أن أضيف إليه من نثري. فشعره يُقرأ وحيداً بلا مرافقة حتى موسيقية. بلا غناء حتى فيروز. بلا إطار حتى أصداف القدس. بلا نسائم حتى جبل الكرمل.

«... لا أطل على الليل كي / لا أرى قمراً كان يشعل أسرار غرناطة كلها / جسداً جسداً. لا أطل على الظل كي لا أرى / أحداً يحمل اسمي ويركض خلفي: خذ اسمك عني واعطني فضة الحور / لا أتلفت خلفي لئلا / أتذكر أني مررت في هذه الأرض / لا أرض في هذه الأرض منذ تكسر حولي الزمان الشظايا».

نقلاً عن الشرق الآوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريد الجنتين طريد الجنتين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon