توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السفيرة الأميرة

  مصر اليوم -

السفيرة الأميرة

بقلم - سمير عطا الله

في التسمية الملكية لريما بنت سلطان، سفيرة لدى الولايات المتحدة، أهميات وسابقات كثيرة. أولها بالتأكيد، إعطاء المرأة السعودية منصباً في هذا المستوى، وتكليفها بإدارة العلاقات مع دولة كبرى، ربما كانت أهم شريكة للمملكة في العلاقات الاقتصادية والسياسية خارج العالم العربي. الثانية، أن السفيرة الأولى من حفيدات المؤسس الأول، وليست مجرد امرأة عادية.
لا بد أن وزارة الخارجية السعودية قدّمت للخارجية الأميركية تفصيلاً لسيرة السفيرة المفاجأة. ومن وقائع هذه السيرة أنها ابنة الرجل الذي أمضى في واشنطن أطول مدة كسفير للمملكة. وكانت واشنطن تتحدث باستمرار في تلك المرحلة عن أن أهم سفيرين لديها هما أناتولي دوبرينين، سفير الاتحاد السوفياتي، وبندر بن سلطان. وقد كانت لكل منهما سفارة تتمتع بذاتية كبرى، ولها موازنة توازي، سواء بالنسبة إلى موسكو أو الرياض، موازنة وزارة الخارجية برمّتها.
نشأت ريما بن بندر في منزلها الأبوي في تلك المرحلة. وتلك أيضاً من الأهميات الأساسية في أي سيرة ذاتية، لأنها تعني أنها تدرّجت في العلوم في الجامعات الأميركية، واطلعت على مكونات ومعالم المجتمع الأميركي. أما في البيت، فقد كانت تطلع على مفاهيم وأصول سياسات المملكة حيال الغرب، وربما العالم أجمع.
المصادفات التي تحولت إلى أهميات في تعيين السفيرة الأولى، لا نهاية لها. فهي من ناحية أخرى، حفيدة الملك فيصل بن عبد العزيز، أول وزير خارجية للمملكة. وقد ظل محتفظاً بهذا المنصب الغالي عليه حتى غيابه. ولا بد أن الخارجية الأميركية، مثل باقي دول العالم، تتوقف عند كل هذه التفاصيل الشخصية التي شكّلت في نهاية المطاف، مجموعة مؤهلات وكفاءات، عندما قرر الملك سلمان بن عبد العزيز اتخاذ القرار الأول من نوعه في تاريخ المملكة، وهو إناطة أهم جزء من العلاقات الدولية بسيّدة، فاتحاً بوابة التطور على مصارعها أمام المرأة السعودية.
عندما تقرر السماح للمرأة بقيادة السيارات، قال كثيرون إنه مجرد قرار تجميلي أمام أنظار الخارج. لكنه لم يكن سوى جزء من برنامج طويل المدى ومتعدّد الآفاق. بكل تؤدة وتروٍ وتعمّق، تُتخذ خطوات التغيير، بالالتفات فقط إلى مصلحة الدولة والناس. وما يقال هنا وهناك، ليس سوى محاولة فاشلة للتعكير على خطة جبارة في تاريخ البلاد. طبعاً، ريما بن بندر هي العنوان الأكثر مفاجأة وأهمية دبلوماسية. مجرد خطوة في رؤية طويلة المدى، يؤيدها المواطنون والعاقلون والمقدرون، ويبحث كارهو الخير عن نقاط الضعف والخلاف. ثمة أهمية أخرى لا بد من أخذها في الاعتبار، وهي أن المتغيرات في السعودية، لها أبعاد تشمل العالم أجمع. ولا يمكن النظر إلى مثل هذه القرارات المُدويّة، من دون وضعها في إطارها الأممي الأوسع، وهو مكافحة وباء الإرهاب.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفيرة الأميرة السفيرة الأميرة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon