توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان: طبيب ماو من حمانا

  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان طبيب ماو من حمانا

بقلم - سمير عطا الله

وصل المهاجر اللبناني إلى كل مكان يخطر في البال، وإلى الأمكنة التي لا تخطر في بال. كانت الأكثرية الساحقة من المهاجرين أوائل القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين من الفلاحين والمزارعين وغير المتعلمين. وكانت جهات الهجرة محدودة: الأميركتان، شمالية وجنوبية، وأفريقيا. لكن السفن كانت أحياناً تحمل الركبان إلى شواطئ غير متوقعة.

الأديب والمفكر الكبير سعيد تقي الدين، هاجر إلى الفلبين، يوم لم تكن على الخريطة إلا لأهلها. وسافر الطبيب جورج حاتم إلى أبعد من ذلك، إلى الصين. استقر في شانغهاي، فتعرف فيها إلى فتاة أرستقراطية جميلة تدرس المسرح. كان الحب صاعقاً والقرار سريعاً، فتزوج اللبناني جورج حاتم من الصينية سو في.

والصينية سو في كانت صديقة حميمة لزوجة صيني شهير يدعى ماو تسي تونغ. وبسبب ذلك، تعرف حاتم إلى ماو وقامت بينهما صداقة استمرت حتى النهاية. لم تكن الروابط الاجتماعية هي الأساس، بل الفكرية. فجورج حاتم، المولود في الولايات المتحدة من أبوين لبنانيين، أرسله أهله إلى الجامعة الأميركية في بيروت لدراسة الطب. وكانت المرحلة مرحلة حماس للاشتراكية، فانضم حاتم إلى لوائها. وتزايد حماسه عندما سافر إلى جنيف لإكمال دراسته، حيث تعرف على رفاق آسيويين. وهكذا، لم يعد إلى أهله في ولاية نورث كارولينا، بل قرر السفر إلى الصين. وفي عام 1937 أصبح ماهايدي، طبيب ماو الخاص وطبيب «المسيرة الكبرى» التي يقودها. بقي ماهايدي إلى جانب ماو حتى وصوله إلى بكين، عام 1949، وإعلان «جمهورية الصين الشعبية».

ويقول سفير لبنان في بكين فريد سماحة، إن أول قرارين اتخذهما ماو، منح ماهايدي أول جنسية صينية لأجنبي، والثاني، تعيينه المسؤول الأول عن شؤون الصحة في كل الصين.

لم يتوقف نشاط حاتم على معالجة نحو 40 ألف صيني، بل كان بارزاً في الحياة السياسية. وفي بكين تعرف إلى إدغار ضو، أشهر صحافي أميركي كتب عن ماو. لكن بناءً على رغبة حاتم، لم يذكر اسمه في الطبعة الأولى من كتابه «نجمة حمراء فوق الصين»، بل يرد ذكره «كطبيب متعلم في الغرب دحض الشائعات القائلة إن ماو مصاب بمرض عضال».

وبعد انتصار ثورة ماو، انتقل حاتم إلى مدينة ينان وأشرف على محاربة البرص في البلاد إلى أن تم محوه نهائياً. وحمل ابنه ذو يو ما وابنته ليانغ بي أسماء صينية. وصدرت في أميركا مؤلفات عدة عن «طبيب الشعب» بينها ما أورده إدغار ضو في كتابه: «الصين الحمراء اليوم» عام 1961. وادعى نسبته الأميركيون، في حين قدمت له بلدته حمانا اسم ساحتها وعليها تمثال له قدمته الصين.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والإنسان طبيب ماو من حمانا الزعيم والإنسان طبيب ماو من حمانا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon