توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملكته وأميرها

  مصر اليوم -

ملكته وأميرها

بقلم: سمير عطا الله

عذراً على بعض الإعادة، اقتضاء الحدث. شاهدتُ الأمير فيليب، دوق إدنبرة، مرة واحدة، والتقيته مرة أخرى. في الأولى، عام 1964. كنت أغطي في نيروبي، يوم الاستقلال. امتلأت العاصمة الكينية بألوان القبائل الآتية من أنحاء البلاد. ألوف الناس يرقصون ويغنون ويهزجون في الساحات. أما الاحتفال الرسمي فأقيم في حديقة بسيطة، وضعت فيها كراسي بلاستيكية بيضاء. كان هناك خطابان رئيسيان: خطاب الحرية، وقد ألقاه زعيم الماوماو جومو كينياتا. وخطاب الاستقلال، وقرأه الأمير فيليب.
أي مشاعر تريد أن تخامر شاباً قادماً من الشرق العربي، وهو يسمع رجلاً عملاقاً يقول: «كلفتني جلالة الملكة». امرأة تكلف رجلاً؟ وا أسفاه على الرجولة. بعد أكثر من ثلاثة عقود، جاء أمير الكويت والتحرير، جابر الأحمد، في «زيارة دولة» إلى بريطانيا. أي ضيف الملكة. ووفقاً للتقاليد، أقامت مأدبة عشاء تكريماً له، وردّ بمأدبة مماثلة. كان ضيوف الراحل الكبير قلائل جداً في قاعة متوسطة. ولم يكن من الصحافيين العرب سوى الزميل سليم نصار وأنا.
بعد العشاء الهادئ قامت الملكة إليزابيث والأمير فيليب عن المائدة لكي يفتحا باب الحوار أمام الحضور. ووقف الثنائي الملكي إلى جانب سليم وأنا، يتأملان لوحة على الجدار. وألقيا علينا التحية. عندها قلت للأمير: «سموك، أنا أعرفك من نيروبي أيام الشباب، يوم ألقيت خطاب الاستقلال باسم جلالتها». وكمثل ما يُحكى عنه، مد يده، ولكعني في صدري قائلاً: تحدث عن نفسك! وضحك الجميع.
إنها المهنة التي تعرِّفك إلى الملوك. وإذا ما رسخت فيها، تعرفك إلى دوق إدنبرة شاباً، ويجمعك به أمير حبيب، وأنت كهل. ويصبح سهلاً عليك أن تصافح صاحبة التاج الأسطوري، بل يمكنك أن تكون، يوم غياب الدوق، واحداً من قلة من الناس الذين يمكنهم القول، إنهم جلسوا مع الملكة إليزابيث الثانية، إلى مائدة واحدة.
لم تكن للأمير فيليب صفة رسمية. ويتفاكه الإنجليز بالقول إن صفته الوحيدة، أنه أخلص رعايا الملكة. وربما كان أيضاً الرجل الوحيد الذي يناديها إليزابيث. وعندما توفي زوج الملكة فيكتوريا، قالت في حسرة: فقدت الرجل الوحيد الذي كان يناديني فيكتوريا.
كاد زوج إليزابيث الثانية يكمل المائة، لو أعطي شهرين إضافيين. لكن ما تسنى له من القرن، عاشه يرقب التاريخ ويترقبه، من أقوى البروج والعروش في العالم. وفي باكنغهام رأى أن مملكة اليونان التي جاء منها، لم تعد شيئاً. ولا عاد مهمِّاً اسمه اليوناني، الذي حمله فيليب الثاني، والد الإسكندر.
لم يكن الأمير فيليب زوجاً ملكياً فقط، بل كان أباً أيضاً. وكان ركناً في عائلة واجهت الكثير من المحن، التي ربما أصعبها المأساة الطويلة في مسلسل الأمير تشارلز وديانا. وكما هو العالم وكما هي الحياة، تنقسم أخبار أهل التاج الأسطوري على الدوام، إلى أخبار الحكم والاستمرار، وأخبار ديانا وميغان. الأمير الراحل كان من حُماة العرش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملكته وأميرها ملكته وأميرها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon