توقيت القاهرة المحلي 09:45:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان مهندس الفقراء

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان مهندس الفقراء

بقلم : سمير عطا الله

  تعودت العثور على المنجزين العرب في كتابات الصحافيين أو المؤلفين الأجانب، لسبب ما يرون ما لا نرى، أو يسبقوننا إلى رؤيته. وقد تعلّموا في مدارسهم وجامعاتهم الالتفات إلى نواحٍ نعتبرها نحن أموراً عادية أو لا تستحق الذكر.

في يومٍ من أواخر الستينات أو أوائل السبعينات صدرت «التايم» وعلى غلافها صورة المهندس المصري حسن فتحي. كان غلاف «التايم» وقتها أشهر حدث أسبوعي في عالم الصحافة. إلا أنه كان يعطى في الغالب لزعيم سياسي، أو لنشوب حربٍ ما، أو أي شيء من هذا القبيل. في حالاتٍ نادرة جداً كانت تظهر على الغلاف صورة فنانٍ مثل بيكاسو، أو مهندسٍ أميركي حقق خرقاً في عالم البناء والعمار. من الريف المصري اخترق حسن فتحي، بتواضعه وقلنسوته الريفية، النمط السائد في الاختيار.

وفيما كان الشائع أن الغرب يحارب أي موهبة عربية كبرى، بدا وكأن «التايم» تجامل المجدد والمبتكر الذي كرّس حياته يبحث عن مأوى ملائمٍ للفقير، من دون أن يتقاضى هو فلساً واحداً على كل ما بناه. ولد حسن فتحي في الإسكندرية عام 1900 لعائلة ميسورة، لكنه قرر التكرس لمساعدة المحتاجين. وحاول في البداية أن يكون مهندساً زراعياً يعمل إلى جانب الفلاحين في الأرياف، لكنه أخفق في الامتحان، فتحوّل إلى الهندسة المدنية، وأراد أن يثبت أن العمارة النوبية تستوفي شروط السكن البيئي أكثر من العمارة الكلاسيكية الحديثة. وهكذا بنى قرية القرنة النموذجية في الأقصر عام 1946.

وبين العام 1949 و1952 عمل خبيراً لدى الأمم المتحدة في إغاثة اللاجئين، وفي الفترة نفسها أشرف على إدارة المباني المدرسية في وزارة المعارف، وعندما توفي عن 89 عاماً كان قد ترك خلفه ما يزيد على 160 مشروعاً معمارياً في مصر والعراق وباكستان، وحصد عدداً كبيراً من الجوائز الدولية.

لم يتوقف اهتمام حسن فتحي بالفلاّحين والغلابة عند أي حد. وكان عندما يبني لأحدهم منزلاً، يسأله أولاً عن حاجاته فيه. ولم يكن مشهداً غريباً على الإطلاق أن معظم البيوت التي بناها في الأرياف كان ملحقاً بها مراحٌ خاص للماشية. وكان يقول: «إن الله قد خلق في كل بيئة ما يقاوم مشكلاتها من المواد الطبيعية، وليس على المعماري سوى الاعتماد على هذه المواد التي تقاوم قسوة البيئة». بالنسبة إليه بيت الإنسان، هو حياته. ولذا فكّر في كل وسيلة ممكنة من وسائل راحته. وكان يردد جملة تحولت إلى شعار: «إن الله لن يغفر لي مطلقاً أن أفعل ما يرفع الحرارة في أي بيتٍ من بيوت الناس».

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندتية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان مهندس الفقراء وجوه من رمضان مهندس الفقراء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon