توقيت القاهرة المحلي 06:46:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن تنسحب... وموسكو تملأ

  مصر اليوم -

واشنطن تنسحب وموسكو تملأ

بقلم - سمير عطا الله

من الصعب اللحاق بمفاجآت الرئيس دونالد ترمب. فالسياسة الاندفاعية المتماشية مع طبعه، لها ارتجاجات في أنحاء العالم، لكن لا شيء يمنعه عن قراراته، وآخرها الانسحاب من الصراع في سوريا. ومنذ إعلان القرار والتفسيرات تتلاحق في العواصم حول أسبابه ودوافعه. لكن التفسير الأخير سوف يبقى عنده، خصوصاً أن جميع أركانه، من وزير الدفاع إلى وزير الخارجية إلى مستشار الأمن القومي، اعترضوا عليه. وزادت في درجات الهزة استقالة وزير الدفاع، الركن الأهم في إدارته. فمع الاستقالة يكون كل منصب أساسي في إدارة ترمب قد تعرض للتغيير، في سابقة لا مثيل لها في البيت الأبيض.

لا بد أن نلاحظ قبل أي شيء أن ترمب يمارس حقه الدستوري، ولو في جو من الصخب والقلق. لكن أي قرار يتخذ في واشنطن له ارتجاجات في كل مكان. وقد انتشر خوف شديد في أوروبا المهددة بالأخطار. فهناك عشرات آلاف الداعشيين الذين يُخشى أن يصعِّدوا أعمالهم على أراضيها.
والخوف الأكبر هو أن يطلق الأكراد ثلاثة آلاف داعشي موجودين في سجونهم. وليس الوجود الأميركي في سوريا شيئاً بالمقارنة مع الروسي والإيراني والتركي، لكن الفراغ الذي يتركه قد يؤدي إلى تجدد النزاع، وربما تمدده.

مقابل المخاوف التي تنتاب حلفاء ترمب، لا بدَّ أن مشاعر معاكسة تخامر فلاديمير بوتين الذي دعا 1700 صحافي إلى المؤتمر الذي عقده في أبهة الكرملين يوم الخميس، ليبلغ العالم أن روسيا تطمح لاحتلال المرتبة الخامسة بين الدول. لا الأولى ولا الثالثة ولا حتى الرابعة.
نحن قوم واقعيون، أراد أن يقول للعالم. وفي هدوء بالغ لم يعرب عن أي ابتهاج بإعلان ترمب الخروج من سوريا، كأنما هي مسألة عادية جداً أن تكون أميركا خارج المسألة التي يتحارب حولها العالم منذ 8 سنوات.

في واشنطن وفي موسكو، نحن أمام تموجات جديدة. لم يحلم بوتين، ولا أحد قبله، أن تترك أميركا ساحة المعركة من دون قتال، فيما يتمخطر القيصر الروسي وحيداً على شواطئ المتوسط. ولن يفيد قرار الانسحاب الرئيس ترمب في معركته الداخلية والاتهامات التي تحيط به حول العلاقة مع بوتين، خصوصاً خلال الحملة الانتخابية.
لا هو قرار بسيط، ولا الضجة التي يثيرها بسيطة. وفيما تعد واشنطن خطط الانسحاب، لا بد أن روسيا تمتّن مشاريع التمرّكز. وتركيا تعد للمرحلة الأخيرة، من دون أن يكون الأكراد في حماية أحد. سوريا بعد العراق.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن تنسحب وموسكو تملأ واشنطن تنسحب وموسكو تملأ



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon