توقيت القاهرة المحلي 21:26:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حملتي على الشيوعية مستمرة أيها الرفيق

  مصر اليوم -

حملتي على الشيوعية مستمرة أيها الرفيق

سمير عطا الله
بقلم- سمير عطا الله

كتب أحد أعضاء الحزب الشيوعي اللبناني مرة في «النهار»، أن السعودية مضت في تمويل حملتي على الشيوعية حتى بعد انهيارها، وبعد توقف أميركا عن ذلك. وهذا النوع من النقد لا يحتاج إلى رد لأنه يدحض نفسه ويسخّف منطقه بنفسه. وعندما أستعرض ما كتبت في نصف قرن أجد أن ما كتبته في نقد السياسات الأميركية يفوق بعشرات المرات ما كتبت عن الشيوعية ورموزها، ملتزماً على الدوام قواعد جوهرية بسيطة لا يعرفها العضو المذكور ورفاقه من الديماغوجيين المتخشبين، في اليمين أو في اليسار. الديماغوجية، أي الفحش في الكذب والجهل والخداع، لها أساليب واحدة ولغة واحدة وتعابير واحدة. الحال مع الشيوعية أنها عاشت أكثر من النازية والفاشية، وأن الإرهابيين من رموزها كانوا أكثر عدداً وظلماً وتوحشاً. وأن الشهود على ما ارتُكب من فظاعات هم في الغالب شيوعيون وحزبيون ولا شكوك في رواياتهم عن مرحلة ليس فيها سوى ملايين الإعدامات وابتسامات ستالين وماو.
صدرت عن «دار المدى» مذكرات الكاتبة والشاعرة السوفياتية، أولغا بيرغولتس (1910 – 1975). وقد أمضت حياتها في تمجيد الحزب وأفكار لينين. وغابت قبل ظهور «البريسترويكا» والأعمال الإصلاحية الأخلاقية التي نادى بها ميخائيل غورباتشوف. لا تتميز «نجوم النهار» فقط بالأسلوب الروسي الروائي المكثف والجميل، ولا بالسرد الدرامي الرائع، ولا أيضاً بالواقعية الروسية العابقة بالمأساة والصبر، بل أيضاً بأحداث لم تخطر في بال أحد من الذين تابعوا تلك المرحلة. مثلاً، لم تُعتقل بيرغولتس وتعذب وتجهض، فقط بسبب شكوك حول ميولها التروتسكية، بل إن والدها الطبيب اعتُقل العام 1942 وأرسل إلى المنفى لأن اسم عائلته يوحي بأنه من جذور ألمانية. وتسبب ذلك في انهيار نفسي تام للكاتبة، وأدخلت إلى مصح للأمراض العقلية. ووُجهت إلى أولغا تهمة أكثر خطورة بكثير وهي الصداقة مع الشاعرة آنا أخماتوفا. كل هذه الأمور كانت تعتبر «خطراً على المجتمع» و«المعنويات الوطنية» و«دعماً لأعداء الشعب». ترسم أولغا لطفولتها في لينينغراد صورة لا يجيدها إلا الأدباء الروس: عود ثقاب واحد في اليوم لإشعال الموقدة، وإذا أشعل خطأ، نامت العائلة في البرد والعتم. وأطفال جائعون يُهرِّبون إلى كلب العائلة «توزيك» شيئاً من حصتهم في الطعام، فيقدر ذلك بالجثو تحت أقدامهم.
لم تكن حياة السخرة في ظل القياصرة أقل فقراً وظلماً واستبداداً. لكن الظلم هنا يلحق الشيوعيين أولاً و«الرفاق». ولم تكرم أولغا بيرغولتس إلا بعد وفاتها، ونشرت الدولة دواوينها ومسرحياتها. وضمت هذه الآثار إلى الخزانة الأدبية الروسية الرائعة. ورأى البعض في «المذكرات» نوعاً من الفن الروائي الخليط. وفي كل الحالات أدب جميل. وتحية إلى عضو الحزب الشيوعي، داعياً له بأن يحسن قراءة النصوص. خصوصاً الروسية منها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملتي على الشيوعية مستمرة أيها الرفيق حملتي على الشيوعية مستمرة أيها الرفيق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon