بقلم - سمير عطا الله
منذ الأزل تتشابه الحضارات والثقافات والعادات في نظرتها إلى القيم والأخطاء والفضائل والمحظورات. يختلف النص والمناخ ويبقى الجوهر واحداً. يبحث كتاب «أصل الأشياء» (دار المدى) في جذور كل «حضارة» ظهرت على وجه الأرض. ومن المذهل أن تقارن بين حضارتنا وحضارة «الآزتيك» المكسيكية على سبيل المثال. أو بين حضارات أخرى. لكنني انتقيت نموذج «الآزتيك» لأنه الأبعد جغرافياً، ومع ذلك قريب من عاداتنا على نحو مذهل. إليك نموذجاً من هذه التعاليم:
«احترم كل من هو أكبر منك سناً ولا تحتقر أحداً. لا تكن أخرس تجاه الفقراء والمعذبين، بل واسهم. احترم كل الناس وبخاصة والداك اللذان أنت مدين لهما بالطاعة والاحترام والخدمة الطوعية. لا تتبع خطى الأطفال الذين لا رب لهم، الذين لا يحترمون أهلهم، مثلهم مثل البهائم، لا يصغون لتعاليمهم ولا يمتثلون لتحذيراتهم وعقوباتهم... لا تهزأ يا بني بالعجزة وذوي العاهات. لا تحتقر ذلك الذي يرتكب حماقة أو خطيئة، لا توجه إليه الاتهامات، واحفظ نفسك أنت بالدرجة الأولى من الوقوع في الخطأ الذي لا ترضاه عن الآخرين. لا تذهب إلى حيث لا تكون مرغوباً. لا تحشر نفسك فيما لا يعنيك. احرص على إظهار تربيتك الصالحة في جميع أقوالك وأفعالك، سواء بينك وبين نفسك، أم بينك وبين الآخرين. لا تكن شرهاً على الطعام. وإن لم تستسِغ شيئاً فلا تدع أحداً يلحظ ذلك. إذا قُدم لك شيء فخذه شاكراً. فإن كانت الهدية كبيرة فلا تفتخر بها وإن كانت صغيرة فلا تحتقرها. ولئن أصبحت غنياً فلا تبطر. تغذَّ بأعمالك ليكون طعم الغذاء أطيب مذاقاً... لا تقل كذباً. ولا تستغيب أحداً، ولا تكن فضولياً. لا توقع عداوة... إذ ما عرض عليك منصب، ففكر أولاً بأن ذلك قد يكون اختباراً لك، فلا تتقبله فوراً، حتى ولو كنت تعرف أنك أجدر من غيرك به. تقبله إذا وجدت نفسك مرغماً على ذلك، بذلك، تكسب لنفسك الاحترام. لا تكن مبذراً. لا تسرق ولا تستسلم للعبث كي لا تجلب العار لأهلك... أرجو بهذه التعليمات الصالحة أن أنعش قلبك، فلا تتردد بقبولها بمحض إرادتك لأن حياتك وسعادتك متعلقان بها.
نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع