بقلم : سمير عطا الله
منذ بضع سنوات، بدأ كرم رمضان يشمل المسلسلات التلفزيونية. وتحول الموعد السنوي مع رمضان إلى نوع من الأوسكار الذي تقدمه هوليوود للمميزين في سائر حقول الإنتاج. وصارت المسلسلات الرمضانية صناعة قائمة في ذاتها. بل صارت تتقدم جميع المنتجات الأخرى، وكأنها خارج المواسم والمنافسات. وبرزت في هذا الحقل وجوه جديدة عدة، تخطت نجومية السينما في الماضي، كما هو حال تيم حسن في مسلسل «فاروق» الاستثنائي. وصار نجوم السينما الكبار يرون هم أيضاً تألقاً إضافياً في شاشة رمضان. وأصبح المشاهد يتابع نجومه المفضلين على الشاشتين، في الأيام العادية وفي لمعان رمضان. ولأنني لست من رواد السينما، فقد كنت أجد في أمسيات رمضان فرحاً حقيقياً في متابعة يسرا ويحيى الفخراني وعادل إمام، وبقية أفراد هذا السرب من العمالقة.
المسلسلات لا توضع من أجلي، فأنا مجرد مشاهد عادي لا تزيد علاقتي بالفن على التذوق. لكنني وجدت ناقداً كبيراً مثل طارق الشناوي، وزميلاً كبيراً مثل سليمان جودة، يكتبان أيضاً عن تغييب النجوم، وكأنه عمل متعمّد، يقف خلفه شعور بالغيرة والحسد بعقدة النقص. والنتيجة واحدة في أي حال بالنسبة إليَّ، وهو أنني واحد من الذين افتقدوا تمثيل يحيى الفخراني. افتقدت أداءه وحضوره الكبير ومقدرته الطاغية على تلبس الأدوار، التي تنتهي جميعاً بأن تصبح دوره وحده.
أنا أعتقد أن الفخراني في الدراما مثل نجيب الريحاني في الكوميديا. يتحرك به كل مَن حوله، وكلما حاولوا بلوغ قدرته، ازداد تفرداً وتألقاً. هذا هو معنى تسمية النجومية. أنت تذهب إلى السينما مندفعاً نحو نجوم الفيلم أولاً. وكذلك إلى المسرح. وبعد ذلك تبحث عن المخرج وكاتب السيناريو وسائر المبدعين.
كان يقال إن فاتن حمامة سيدة الشاشة، على رغم ما تضايقت زميلاتها من هذا اللقب الاحتكاري. وعندما راحت يسرا تملأ الشاشة بعذوبتها، قيل إنها ورثت اللقب. لكن بعد ظهوراتها التلفزيونية، أصبح يقال إنها سيدة الشاشتين.
هذه مسألة تخصني وحدي كمشاهد، لكنني أريد الاعتراف، بأن موسماً ليس في عظمة الفخراني وحضور يسرا، لم أكن من مشاهديه. أما المسلسلات اللبنانية، فتقول كاتبتنا سوسن الأبطح، إنها كانت جيدة هذا العام. وكل عام وأنتم بخير.