توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غسان الإمام

  مصر اليوم -

غسان الإمام

بقلم : سمير عطا الله

بعد 8 مارس (آذار) 1963 لم يعد في سوريا صحافة مستقلة. أغلق «البعث» الصحف الكبرى، مثل «الرأي العام» و«النصر»، وأرسل كبار رجالها، مثل الأستاذ وديع الصيداوي إلى السجون، واستبدل بكل شيء صحف الدولة على الطريقة السوفياتية: رأي واحد.

الجيل الأول قرر التقاعد والانعزال. والجيل التالي توزع في معظمه على صحف العالم العربي في الكويت ولبنان ومصر. غسان الإمام كان من أبرز هؤلاء. بدأ أولاً في بيروت، وعندما اشتعلت الحرب وانتقلت الصحافة إلى باريس، انتقل معها، ركناً من أركانها وعَلماً من أعلامها وشجاعاً من شجعانها.

عندما أغلقت «الوطن العربي» في باريس، كانت «الشرق الأوسط» تنتظر قلمه في لندن. ومن باريس موطن وحدته ومنفاه السياسي، راح يرسل المادة التي تميَّز بها على الدوام: المقال الثري بالمعلومات والاستعادات والثقافة. وقد أضافت باريس إلى ثقافته العربية المهنية بُعداً جديداً، إذ أخذ يهتم بشؤون أوروبا وآدابها.

حاولت الحكومة السورية إقناعه بالعودة إلى دمشق متناسية كتاباته المعارضة، لكنه فضل البقاء في الخارج. ولا أستطيع القول كيف كان نمط حياته لأنني لم ألتقه مرة واحدة في أي مكان. فقد أدركتُ أنه يعيش بلا حياة اجتماعية، ولم أشأ أن أتطفل على وحدته. كما أنه كان لا يحضر أي مؤتمر أو أي منتدى، متابعاً شؤون الوطن والأمة من برجه المغلق.

حتى صورته بالأبيض والأسود في الجريدة لم يغيرها، فظلت الصورة الوحيدة التي لا تعترف بعصر الألوان، لكنه كان مطلعاً على آخر ما في العلوم والأفكار. وكان عندما لا يجد موضوعاً أسبوعياً سياسياً مناسباً، يلجأ إلى مخزونه الثقافي والعلمي، مخافة أن يكرر، أو يبتذل. وطوال ثلاثين عاماً لم ألحظ أنه استخدم عبارة مبتذلة برغم التشدد في مواقفه. ولم يثقل على قرائه بالنوافل والرخويات.

بغيابه تخسر الصحافة العربية كاتباً عريقاً ومحترماً، وليس فقط الصحافة السورية، مع أن بلده سوف يظل يذكره كما يتذكر تلك الأقلام التي صنعت صحافته المستقلة بعيد الاستقلال.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية  
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غسان الإمام غسان الإمام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon