توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحصايد

  مصر اليوم -

الحصايد

بقلم: سمير عطا الله

بَلَدان من أجمل بُلدان العالم، ومن أكثر شعوبه تطوراً. وأرضهما من أخصب بقاع الأرض. واحد في قلب الكرة والتاريخ والفلسفة، وواحد على أطرافها وفي قلب الحضارة الأوروبية. أين المشكلة بعد كل هذا؟ المشكلة، جنابك، أنهما يحبان الرقص والغناء وتكسير الصحون في آخر الليل.
وعن حق، فالأرجنتين بلاد «التانغو» أجمل الرقصات، واليونان بلاد «البوزوكي» أجمل الموسيقى. لذلك، درجت عادة السهر في الليل والنوم في النهار. وقد أخبرني سفير لبنان في أثينا مرة أن اليونانيين لا يحترمون أي قانون إلا قانون عدم الإزعاج وقت قيلولة بعد الظهر، وقانون الإعدام.
ولم يعد أحد يفاجأ عندما تعلو التحذيرات من أن الأرجنتين (أو اليونان) على شفير الإفلاس، إن لم يهبّ العالم لمساعدتها. وبالفعل، يهب العالم فترة بعد فترة، ثم يكتشف أن الأرجنتين تغني واليونان ترقص وألمانيا تتعرق وتساعد.
إنها مشكلة الطقس الجميل وحياة الهواء الطلق. النرويج الباردة لديها أهم صندوق سيادي في العالم: 1.2 تريليون دولار. ولا أدري كم تريليوناً بالعملة الوطنية. وإذا تذكرنا حكاية الصرار والنملة، للفرنسي لافونتين، تأكد لنا أن الصرار كائن صيفي مبذر، والنملة كائن شتوي يحمل الجنسية النرويجية. وقد سألت رجلاً اسكوتلندياً: لماذا تشيع سمعة البخل على مواطنيه؟ فقال إن الصيف في اسكوتلندا ثلاثة أشهر، والباقي ثلوج وهبوب، وهباب.
ترجم الفنان الضاحك فيلمون وهبه حكاية الصرار والنملة على طريقته في إحدى مسرحيات الرحابنة، إذ يسأل صديقه الكسول: «وين كنت يا جيز الحصايد؟»، أي يا صرار الحصاد. فيجيب هذا: «كنت عم غني قصايد». مذ كنت طفلاً وأنا أسمع عن متاعب الأرجنتين. وكان المهاجرون إليها من قريتي يعودون ليبيعوا أرزاقهم فيها. والآن، أسمع أن أحفادهم يبيعون ما تبقى. فتخيل أن اقتصاد قريتي أفضل من اقتصاد بوينس آيرس.
تحاذي الأرجنتين دولة صغيرة اسمها تشيلي، وتتمتع بأحد أفضل الاقتصادات في العالم. كيف؟ لا أدري. كل ما أعرفه أنها لا ترقص ولا تغني، إلا في العطلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحصايد الحصايد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon