توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هنا قصر الكتاب

  مصر اليوم -

هنا قصر الكتاب

بقلم - سمير عطا الله

من الأخبار الذهبية، أو الماسية النادرة في لبنان، إعادة افتتاح المكتبة الوطنية التي انتهى العمل في ترميمها منذ شهر. وكانت تقوم في المبنى قبل الحرب كلية الحقوق. وقبلها كان مقر المدرسة الرسمية المهنية، التي عُرفت باسم مدرسة الصنائع، على اسم المنطقة.
يا للروعة! أقام هذا المبنى عام 1904 السلطان عبد الحميد. وقد ترك الأتراك لنا ذكريات مريرة ومشانق، لكنهم تركوا أيضاً بعض آيات العمران في السراي الحكومي والمسجد العمري وحديقة الصنائع، وقبالتها ما هو اليوم مبنى وزارة الداخلية وتوأمه، المكتبة الوطنية. يا للروعة!
تحت السقوف العالية، وفي الممرات الوسيعة، وخلف الشرفات المطرزة والنوافذ المشرقة، أُعيد توزيع ثروة لبنان الكبرى: 400 ألف كتاب جمعت منذ القرن التاسع عشر. وكان مكانها في الماضي في قلب مبنى البرلمان، وسط المدينة، أما الآن، فقد استقلت بحدائقها وأعمدتها الرخامية وحجارتها الرملية الشهباء.
شرفني وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، بأن افتتح موسم المحاضرات في المكتبة الخميس الماضي، ولم يكن اختيار الموضوع صعباً. الصعوبة كانت في وضع مطالعة تليق بالكتاب، وبهذا المقام الذي أفسح له. ولا مبالغة إطلاقاً بالقول إن في هذه الدار شيئاً من أبَّهة المكتبات الوطنية في فرنسا وبريطانيا. وليس هذا ما يدهش. الدهشة الكبرى عندما تتذكر أن لبنان، في أيام دولته، جعل هذه التحفة العمرانية، مدرسة مهنية، ومن ثم جعلها مقراً لكلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. فلما وزعت الحرب خرابها على معالمه الحضارية والثقافية، ثمة من تنبه في إعادة الإعمار إلى أن هذا المكان لا يليق به إلا عطر العبقريات وعبق التاريخ.
رويتُ للحضور كيف كانت المكتبة الوطنية تضمنا أيام شبابنا. وكيف كان الفرق بين رفوفها مثل نزهة يومية في رواق كبار الأدباء وأكثرهم إمتاعاً ومؤانسة، على ما قال أبو حيان التوحيدي. وكان أمينها آنذاك، الشاعر محمد يوسف حمود، الغزير المعرفة، وموزع الرعايات على رواد الصرح.
ولم يهوِ الصرح إلا وقام من جديد. منع الأتراك في ولاياتهم الطباعة والكتب، لكنهم تركوا لنا الهياكل الجميلة نملأها. أما الفرنسيون فبعد عام واحد على وصولهم (1921) أعلنوا إنشاء دار الكتب من أجل أن تحفظ نتاج المؤلفين اللبنانيين. وسواهم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنا قصر الكتاب هنا قصر الكتاب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon