توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجمبري مشوياً

  مصر اليوم -

الجمبري مشوياً

بقلم-سمير عطا الله

أحب فيدل كاسترو ما أحب سواه: الطعام والنساء. لكن أيضاً الطعام والكلام. ثم أضاف إلى هذا وذاك تلك الثورة، إلا أنه أحب كل ما أحب بإفراط. وسوف يخطر لك فوراً أن أكثر ما أفرط فيه هو حب الثورة: ستة عقود دون ذلك الملل الذي يصيب محبي لينين. ثم تستدرك: بل لعله الكلام عند رجل كانت خطبه الحزبية تتجاوز ست ساعات، وتستمر أربعاً في المعدل العادي. لكنك تتذكر الزيجات والعلاقات غير الشرعية، والأبناء غير الشرعيين، فتقول، إنها حتماً المرأة، كما في الروايات الروسية والمسلسلات المكسيكية وأفلام «وحياة» رشدي أباظة.
أيضاً لا. لقد كان مغرماً بالطعام في ظل نظام شيوعي يعاني غالباً من النقص فيما سماه زياد الرحباني «المواد الأولية». ولم يكن كاسترو يدعى إلى منزل صديق إلا ويتجه مباشرة إلى المطبخ لإعداد الطعام بنفسه. وأحياناً، كانت صاحبة المنزل تدعوه، في مزيج من التحبب والتأنيب، إلى إخلاء المطبخ مخافة إفساد الطعام.
كان الكوبيون أيضاً يحبون كاسترو ويحبون الطعام. ولم يحبوا كثيراً فترة القلّة والطوابير الطويلة التي عرفت بـ«المرحلة الخاصة». وكثرت خلالها النكات كما في الأنظمة الاشتراكية الأخرى. وراجت واحدة تقول «ما هو الجامع بين البراد الكوبي وجوز الهند؟ الجواب: كلاهما مليء بالماء فقط». وقالت نكتة أخرى، إنه رُفعت في حديقة الحيوانات لافتة كتب عليها «ممنوع إطعام الحيوانات». ثم غيرت إلى «ممنوع أكل طعام الحيوانات». وفي النهاية إلى «ممنوع أكل الحيوانات».
وخلال «المرحلة الخاصة»، استعان التلفزيون الحكومي بطاهية شهيرة من أيام الديكتاتور باتيستا، كي تقدم وجبات قائمة على البطاطا وخالية من اللحوم. لكن على بعد 70 ميلاً في فلوريدا، كان التلفزيون الأميركي يقدم صور الطهي المليء بأنواع اللحوم والطيور. ورعى كاسترو بنفسه برامج تطوير الزراعة واستيراد البقر الكندي الحلوب، وزرع أشجار الفاكهة.
ويروي فراي بيتو في كتاب عن لقاءاته مع كاسترو، كيف كان القائد يروي له بمنتهى الدقة كيفية تحضير القريدس (الجمبري): «من المفضل عدم طهيه لأن الماء المغلي يضعف طعمه ويخفف مذاقه. لذلك؛ يشوى لخمس دقائق وكفى».
نمت هذه الهواية عند فيدل مذ كان طالباً. وعندما كان أستاذه مورينيو فراجيل يدعوه إلى منزله، كان يتجه مباشرة إلى المطبخ ليساهم في إعداد الوجبة. إياك أن تغلي الجمبري.

نقلا عن الشرق الاوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجمبري مشوياً الجمبري مشوياً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon