توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تأهيل الشعب السوداني

  مصر اليوم -

تأهيل الشعب السوداني

بقلم - سمير عطا الله

شعر كثيرون بانقباض، وهم يرون السيد عوض بن عوف يخاطب شعب السودان، جالساً على كرسي عمر البشير، اللمّاع، المجنَّح، والمبتذل الشكل. وكان عوف صريحاً مع الملايين المنتظرين في الخارج: عامان آخران من العسكر، وبرئاسته. وبعد ذلك انتقال السلطة. إلى مَن؟ من الآن إلى حينها، يكون ورثة البشير قد درسوا تماماً طريقته في وراثة نفسه.
لا أعتقد أنها سوف تمرّ! لم يستوعب عسكريو الخرطوم تماماً أحداث الأشهر الماضية: لا حالة الطوارئ، ولا منع التجول، ولا اتهامات الخيانة، ولا حرارة 42 مئوية في الظل. لا شيء حال دون نزول السودانيين إلى الساحات يطلبون الحكم المدني الذي يستحقون.
لم يكن هذا ما أرادوه، في الفقرة التالية لفقرة عزل المشير. التمديد عامين إضافيين للحكم الذي حوّل السودان إلى حقل تجارب في العلاقات العربية والدولية، وإلى مركز تنطلق منه العداوات في كل اتجاه. منذ عقدين والسودان في ظل رجل ممنوع من زيارة ثلاثة أرباع العالم.
أعلنت المرحلة الانتقالية في الجزائر لمدة 90 يوماً. وبلا طوارئ وبلا منع تجول. هل الجزائريون أكثر نضجاً وعملاً بالقانون؟ لا. إنما الجيش الجزائري أكثر معرفة بواقع الحال في البلاد. وبماذا يمكن أن يُقبل، وماذا لا يُقبل. وأن عين العالم أجمع مفتوحة على نتائج هذا الامتحان. وأن من الأفضل للجميع عدم قطع الخيط الذي يربط الناس بالنظام.
ربما يكون الحل في الخرطوم إعادة النظر في الخطة التي وضعها العسكر. فالأرجح أنهم تصرفوا تحت ضغط الساعة، وأن الأحداث داهمتهم. لكن الأكيد أنهم لا يريدون تكرار أنماط البشير الموجود في «مكان آمن» تحت «التحفظ». لا أحد يريد أن يكون الرجل في مكان غير آمن. ولا أحد يريد أن يرى رئيساً عربياً آخر ماثلاً أمام القضاة. فليسامح الله الجميع. لكن ليس مسموحاً معاملة الشعب السوداني على أنه في حاجة إلى تأهيل كي يعرف العيش في ظل القانون المدني مثل سائر شعوب الأرض.
قال السيد بن عوف في نهاية خطابه «نرجو أن تتحملونا قليلاً». هذه عادة سيئة. لماذا دائماً على الناس أن تتحمل؟ حكومة لبنان تطلب من الأهالي «الصبر على قرارات موجعة». ماذا أكثر وجعاً من انعدام الكهرباء والماء وفيضان الفقر والبطالة؟

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع        
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأهيل الشعب السوداني تأهيل الشعب السوداني



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon