توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جنتلمان بمواصفات كاملة

  مصر اليوم -

جنتلمان بمواصفات كاملة

بقلم : سمير عطا الله

كان اسم سامي الخطيب يخيفنا. وفي أحسن الحالات، يقلقنا أو يزعجنا. هو كان في المكتب الثاني (المخابرات) وسلطة فؤاد شهاب، ونحن كنا في «النهار» والحريات ومحاربة المكتب الثاني وفؤاد شهاب. هو، ورفاقه الضباط، كانوا يخيفوننا. لكننا ننتقدهم ونخاف. وكنا نحكي عليهم ونخاف. وكانت مجالسنا في المقاهي عن ظلمهم وتجبرهم وعدائهم للحريات. وكنا نتجنبهم، هم ورجالهم ومخبريهم وعسس الليل.

انتهت الشهابية، ومات فؤاد شهاب، وتشتت ضباط المكتب الثاني في العالم، ولم يتصل بي بعد أحد ليعاتبني على شيء. وصار اللواء ووزير الداخلية المرعب سامي الخطيب واحداً من حلقة الأصدقاء الدائمين. وكنت أعاتبه: أإلى هذه الدرجة لم تكن كتاباتي مهمة عندكم؟ لا تليفون، لا عتاب، لا تنبيه، ولا حتى السلام عليكم؟

وكان يضحك. وإذا ألححت يضحك أكثر. وصار جميع ضباط المكتب الثاني أصدقاء ورفاقاً. ولم نعد نعرف كيف نعتذر من فؤاد شهاب ومرحلته ومدرسته. وقد شرفتني مؤسسة فؤاد شهاب عندما دعت السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين للحديث عن تاريخ ومستقبل العلاقات الروسية العربية الشهر المقبل، واختارت أن أكون أنا من يحاوره.

هذا حكم بالبراءة على الذين أساءوا فهم الشهابية. ويؤسفني رحيل «أبو بديع» قبل أن يحضر الندوة. ويؤسفني رحيله في كل حال. فالضابط المرعب كان صديقاً ظريفاً وطيباً. وكان درعاً في الصداقات، لا ينم ولا يستغيب ولا يفرط في موداته. وعندما أصدر مذكراته تدافع الناس يبحثون عن أسرارهم وأسرار خصومهم. لكن سامي الخطيب لم يتعرض لمخلوق، ولم يستغل شرفاً، ولم يثأر في انتقام. وغاب قبله رئيسه الجنرال غابي لحود من دون أن يتلفظ باسم أو خبر جارح. وكنت أقول له دائماً لماذا لا تكتب مذكراتك؟ فكان يجيب، لأنها ليست ملكاً لي.

سامي الخطيب كان الأكثر «اجتماعياً» بين المرعبين، وربما أيضاً الأكثر مودة. وكنت أقول له ضاحكاً: الذي جعلك وزير داخلية لا يعرف الناس. كان يجب أن تكون وزير خارجية وصانع دبلوماسيات ومصالحات وكاتب خطابات لا ترضي أحداً ولا تزعل أحداً لكنها تعجب الجميع.

كان أبو بديع (ورفاقه) مثال الضابط النظامي الأنيق والجنتلمان بكامل المواصفات، وبينها لعبة الغولف. وكان أباً طيباً وصديقاً يُفتقد حياً وغائباً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنتلمان بمواصفات كاملة جنتلمان بمواصفات كاملة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon