توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«صوتك يدوي... وانت بتهوي»

  مصر اليوم -

«صوتك يدوي وانت بتهوي»

بقلم : سمير عطا الله

أَحبُّ السفر إليَّ في القطار. وأَحبُّ أسفار القطار في السهول والحقول والبراري. له خطوط صنعت له وصنع لها، يسرع ضمنها، يبطء ضمنها، ويغير دروبه ضمنها. لا زحمة السيارات ولا هزات الغيوم. هدوء طوال الطريق، خصوصاً إذا طال، وفي جوارك أو قبالتك، أهل الحوار.

الساحر أحمد رامي قال يصف هذه الحال: «إن طال الوقت على الركاب/ يجري كلامهم في سؤال وجواب/ بعد شوية يبقوا احباب/ وده يعرف ده رايح على فين!» ذلك هو «الوابور» الذي كتب له رامي وغناه محمد عبد الوهاب، وروى حكاياته البديعة توفيق الحكيم في «الأسطى حميدة».

«عَمّال تجري، قبلي وبحري/ تنزل وادي تطلع كوبري/ حوِّد مره وبعدين دُغري». ولو أعاد رامي الكتابة لـ«الوابور» اليوم، لأضاف السفر تحت مياه المانش. لكنه كان في ثلاثينات القرن الماضي، وكان على الأرجح مسافراً إلى الإسكندرية، أو بين شطين وميّه: «ما تقول يا وابور رايح على فين/ صوتك يدوي وانت بتهوي/ والبُعد أليم ناره بتكوي/ والأرض بساط وانت بتطوي!»، وسبحان الذي أنعم على الشعراء تلك العبقرية، يغزلون القوافي بالعامية، ويعصرونها بالفصحى، ويحولونها إلى مغناة قبل حتى أن تعرض على الموسيقى لكي تستكمل دروبها إلى الأفئدة.

أنا لا أتقبل العامية حتى في الإعلانات. لكن كيف لك أن تقاوم، أو أن تعترض أمام عاميات شوقي ورامي والتونسي و«انساك، ده كلام/ أنساك، يا سلام»؟

لقد أفسدت عذوبة العامية المصرية وغنائياتها، صمود الفصحى. وارتقت في أقلام ماسية مثل رامي إلى لغة ثالثة بين الاثنتين. اسمع ماذا فعل «الوابور»: «قرّبت غريب، وبعّدت قريب، وجمّعت حبيب على شمل حبيب»... تعال يا سيدي نبحث في لغات العالم وشعرها، وعامياتها، وفصيحاتها، عن شيء مثل «وجمعت حبيب على شمل حبيب». تفضل أعطنا رديفها لو سمحت: «وجمعت حبيب على شمل حبيب».

ها هو رامي يكمل حكاية الرحلة في «الوابور»: «أنا رحت معاك ورجعت معاك/ وأنا إيه كان مقسوم لي وياك/ دي كانت نظرة من هنا لهناك/ العين عرفت رايحين على فين»!
في القطار ما بين لندن وباريس، فوق الأرض، وتحت القنال، وليس عبره، ينقل «الوابور» آلاف الناس كل يوم. وينقل الملايين حول العالم. يعبر الحدود وأنت نائم. تتغير عليك اللغات والمناخ ودرجات الحرارة: «والقرب نصيب والبعد نصيب/ ما تقول يا وابور رايح على فين».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«صوتك يدوي وانت بتهوي» «صوتك يدوي وانت بتهوي»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon