توقيت القاهرة المحلي 16:35:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكرة جدة: ضباب لندن

  مصر اليوم -

مفكرة جدة ضباب لندن

بقلم : سمير عطا الله

كنا على موعد مساء الأربعاء مع إفطار أقامه في جدة وزير الإعلام الأستاذ تركي شبانة لنحو 400 صحافي جاءوا لتغطية قمم مكة الثلاث. ووفقاً لحساباتي وموعد إقلاع الطائرة من بيروت واحتساب تأخير هنا، وحقيبة متأخرة هناك، قدّرت أنني سوف أكون على الموعد.

قبل جدة بنحو أربعين دقيقة بدأت أرى من النافذة بحاراً من الغيوم البيضاء، وهذه لا تقلق كثيراً في عالم المطبّات. وقلت في نفسي ما أن نصل جدة حتى تنقشع. فالغيوم والضباب لمدينة تدعى لندن وليس لعروس البحر الأحمر ومينائها. لكن كلما اقتربنا من جدة، كانت الغيوم تسودّ وتتلبد. وما لبث قبطان الطائرة أن أبلغنا أن مطار جدة مغلق بسبب الضباب.

وإفطار الوزير شبانة؟ سألت المضيف أين سنهبط في هذه الحال؟ فقال في ينبع. لكن قبل ذلك سوف نظل نحلق فوق جدة فلعلها تفرج وتنفرج. ومن حسن الحظ أن طائرة الإيرباص حديثة ومفتخرة، فأخذنا نحلّق فوق جدة ولا نرى منها شيئا. واللعنة على الوسواس الخناس، فقد تساءلت، ألا يمكن أن الطيار أخطأ، وهذه لندن مدينة الضباب؟

وبعد نحو ساعة راح ضباب جدة ينقشع، وشعرنا بتغيير سرعة الهبوط. وكان هادئاً، بعكس التوقعات. وجدة في المساء أضواء لا نهاية لها. وطرقها الآن، مثل الدستور الأميركي، تعديلات في كل مكان. لكن الذين وفدوا لحضور أو تغطية، أو المشاركة في القمة، لم تكن الورشة العمرانية هي الأهم بالنسبة إليهم.

كان هناك حدث إسلامي لا سابق له في طرح القضايا التي تواجه الإسلام والعالم. «وثيقة مكّة» لم تكتفِ، كعادة المؤتمرات، بعرض القضايا، بل قضت في إصلاحها: لا بدَّ من إرساء قيم التعايش بين الأديان والثقافات والمذاهب ضمن الإسلام، ورفض امتهان المرأة، وتأكيد حقوقها الدينية والاجتماعية والسياسية.

الوثيقة شرعة غابت عنها وعن روحها وأهدافها، إيران وتركيا. فمستشار الرئيس التركي ياسين أكتاي استبق القمة بمقال أعلن فيه أن ثروات المملكة هي لجميع المسلمين. صحيح. ونسي أن يضيف أن الجزء الأكبر منها يجب أن يذهب إلى إردوغان ليصرف ما تبقى منه في محاولة تقسيم سوريا والعراق، وذبح الأكراد الذين لم يتبلغ بعد أنهم مسلمون.

أضاءت قمم مكة -من دون أن تذكر ذلك- على العزلة الكبرى التي انزوت بها تركيا الإردوغانية وإيران. وثيقة تدعو إلى السلم في كل مكان وهناك دولتان تشعلان الحروب في كل مكان، بالواسطة والمباشرة ولغة التحريض وإثارة المذهبيات والإثنيات والسموم العرقية المتخلفة.
إلى اللقاء...

المصدر :

الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة جدة ضباب لندن مفكرة جدة ضباب لندن



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon