توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انفجار يتذكر آخر

  مصر اليوم -

انفجار يتذكر آخر

بقلم: سمير عطا الله

تُليت الاتهامات في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في محكمة تبعد قارة عن ساحة الجريمة. وفي القاعة التي بنيت خصيصاً في عاصمة القانون الدولي، غاب المتهمون الرئيسيون، وغاب الشهود العارفون. مجموعة كبرى من السياسيين والعسكريين والأمنيين، غابت في ظروف غامضة، وأحداث لا تحقيق قضائياً فيها ولا أثر.
مليار دولار و15 عاماً من أجل البحث عن مجهول لا يريد أحد معرفته. وكلما كانت المحكمة تقترب من إعلان شيء ما، كانت تخشى أن تتحول العدالة في رجل إلى حرب في وطن. وظلت تؤجل إلى أن تزامن الإعلان مع انفجار أنسى بيروت ولبنان والعالم، ذلك التفجير الذي أودى فقط بـ21 قتيلاً وأصاب 200. عدد متواضع وانفجار عادي، مقارنة بما سيضرب بيروت في سلم التفجيرات.
هذه المرة لن تُنقل القضية إلى لاهاي، ولن يقام للمحكمة مبنى خاص في وحشة المدينة الهادئة التي تنام قبل بث نشرة الأخبار. ما من أحد في أهمية رفيق الحريري أو رموزيته، كي تحال المسألة على القانون الدولي. يكفيهم، الـ200 قتيل و6 آلاف جريح و300 ألف مشرد، يكفيهم تحقيق محلي من الطبقة الأولى، وبكلفة متهاودة، أيضاً بالعملة المحلية.
ألا يخطر لك أن تتساءل، وأنت تستعرض أحداث هذا البلد وقنابله ومنابره وشاحناته المحملة قتلاً، أي نوع من الشعوب هو هذا الشعب، الذي ينهض من بين الغبار والركام، ويلملم جراحه، ويلملم بقايا وطنه، ويعيد ترميم الأبواب المخلعة والنوافذ، فيما السلطة تثرثر فوق بقاياه؟.. هل شاهدت في الأخبار تلك الجدة التي جلست في الجميزة تعزف على البيانو «نشيد الوداع»، والبيانو هو كل ما بقي في البيت؟
أحزنني، قدر الانفجار، أن الأبواب والنوافذ المخلعة، كشفت عن كل ذلك البؤس والفقر في المدينة. وأحزنني أن المذيعات والمراسلين بكوا وهم ينقلون كل تلك الكآبة إلى الناس. وتعزيت بأن رئيس الجمهورية أوعز إلى وزير الداخلية بأن «تكون الجهوزية كاملة». وصاحب المعالي هو الرجل الذي وعد الأمة بعد الانفجار بأن التحقيق سوف يكشف المسؤول خلال خمسة أيام. ولو أكمل لقال، أو خمسة أشهر، أو خمس سنوات، أو خمسين عاماً.
في المقابل تبيَّن للبنانيين أن لديهم أفضل الأطباء وأشجع الممرضات، وأنبل الملهوفين، وأقدر رجال الإطفاء وفرق الإنقاذ، وأجمل المتطوعين.
كان يفترض أن تخرج بيروت لتصغي إلى القرارات في اغتيال الرجل الذي اغتيل لأنه أعاد بناءها، فإذا بها تخرج باكية بين الحفر والركام والخراب والأنين. وجدّة تعزف البيانو.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفجار يتذكر آخر انفجار يتذكر آخر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon