توقيت القاهرة المحلي 14:45:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان: غوته معتنقاً

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان غوته معتنقاً

بقلم-سمير عطا الله

مثلما انبهر شاعر روسيا ألكسندر بوشكين بالإسلام والقرآن والرسول، انبهر شاعر ألمانيا يوهان ولفغانغ غوته أيما انبهار بالنبي العربي، وأيضاً بالآداب والتراث الإسلامي بدءاً من الشعر الجاهلي. وقد انصرف بنفسه إلى ترجمة معاني الآيات ووضع «الديوان الشرقي» كأثر من أهم آثار الآداب الألمانية، سواء في زمنه، القرن الثامن عشر، أو ما قبله أو ما بعده. ولم يقتصر اهتمام غوته بالإسلام على مرحلة واحدة أو عابرة (مجلة «المعرفة» الكويتية)، بل استمر طوال عمره بدءاً من أولى قصائده وهو في الثالثة والعشرين من العمر، يشيد فيها بخصال الرسول، ويكاد يقترب من إشهار إسلامه. وظل يعايش التعلّق بالإسلام طوال عمره. فلما بلغ السبعين قال إنه يعتزم أن «يحتفل في خشوع بتلك الليلة المقدسة التي أُنزل فيها القرآن على النبي (صلى الله عليه وسلم)». وعندما صدر كتابه «الديوان الشرقي للمؤلف الغربي»، قدّم له بالقول إنه «لن يكره أن يقال عنه إنه مسلم».
كان موقف غوته من الإسلام مفترقاً مهماً في التاريخ الأوروبي. فقد بدد شاعرٌ مثله تلك الصور التي نشرها الغرب من قبل. وتأثر به أوروبيون كثيرون، وراحت تصدر ترجمات كثيرة لمعاني القرآن، وإحدى الترجمات وضعها المحامي البريطاني جورج سيل. وكنت أحتفظ لسنوات بالطبعة الأولى من هذه الترجمة العظيمة، غير أنها ضاعت مني للأسف بين بلدٍ وآخر أو منزلٍ وآخر. أرفق جورج سيل ترجمته بدراسة معمّقة لسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ونزول الآيات والتسامح الكثير في الرسالة. ولم يخفِ غوته أنه كان يفتش عن ديانة يستكين إليها عندما عثر على القرآن بعد مرحلة طويلة من الشك، وعثر فيه على رؤيته الأساسية القائمة على فكرة التوحيد، وأن الله يتجلى في الطبيعة، وأن سبحانه يخاطب البشر من خلال الرسل، والإيمان بأن التدين الحق هو في البر والخير والإحسان. وفي رسالة إلى صديقٍ له العام 1772 كتب يقول: «إنني أود أن أدعو الله كما دعاه موسى في القرآن: رب اشرح لي صدري». وكتب إلى صديق آخر: «ولما كنت أتحدث عن بعض النبوءات، فيتعين عليَّ أن أذكر أنّ ثمة أموراً تحدث في أيامنا هذه ولم يكن من الممكن أن يسمح حتى للمتنبئين بالتكهن بها. ومن ذا الذي كان بوسعه قبل سنوات قليلة أن يتنبأ بأنه ستقام في قاعة مدرستنا الثانوية البروتستانتية صلاة إسلامية، وبأنها ستشهد تلاوة من سور القرآن. إن هذا هو الذي حدث فعلاً. فلقد عايشنا جماعة من البشكير وهم يؤدون الصلاة، وشاهدنا إمامهم ورحبنا بأميرهم في بناية المسرح».
وبعد أيام، تحدث غوته إلى ابنه عن الانعكاسات التي تركها ذلك الحدث على أبناء مدينة فايمار، فقال له: «إن عدداً كبيراً من السيدات المتدينات ذهبن إلى المكتبة العامة من أجل استعارة الترجمات القرآنية».
إلى اللقاء.

نقلا عن الشرق الاوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان غوته معتنقاً وجوه من رمضان غوته معتنقاً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon