توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بصراحة...

  مصر اليوم -

بصراحة

بقلم: سمير عطا الله

غاب عن الصحافة اليومية حول العالم تقليد قديم هو المقال المطول، أو المستطرد، كما كان يسميه أشهر كتابه العرب، محمد حسنين هيكل. وحتى حجم الصحف الكبرى غاب، وتحولت أمهات الجرائد إلى حجم «التابلويد» الذي كان صفة مهينة للصحف المحترمة من قبل. وكما نزحت «التايمز» في لندن إلى «التابلويد» هكذا فعلت «الفيغارو» في باريس، بعد تردد طويل، وبعدما جربت أكثر من حجم.
ليس لذلك علاقة بعصر الإنترنت فقط وإنما بإيقاع العصر برمته. كان مقال هيكل الأسبوعي في «الأهرام» يوم الجمعة يقع في حوالي خمسة آلاف كلمة. ولا شك أن مادته كانت دسمة، وأن أوراق عبد الناصر كانت بين يديه، لكن السبب الأول في الاستطراد كان أسلوب هيكل نفسه. الميل إلى الشاعرية والتفاصيل والحبك الروائي. وفي ذلك كان أقرب إلى أسلوب محمد التابعي، الذي بهر من بعده، سواء أقروا بذلك أم أنكروا.
وذهب مصطفى وعلي أمين في الاتجاه المعاكس تماماً، «فكرة» أو «كلمة» مختصرة تكتب كل يوم، بدل المقال الأسبوعي. وكان يقال في الأوساط الصحافية إن هيكل تقصد من نشر مقاله الأسبوعي يوم الجمعة، أن يكون العظة السياسية في البلاد توازياً مع الخطبة الأزهرية.
كان زمن هيكل يحتمل، وأحياناً يتطلب، أسلوب الاستطراد. فالمرء يومها يقرأ صحيفة واحدة، ويسمع إذاعة واحدة، ويشاهد محطة تلفزيونية واحدة. ما من أحد منا يعرف اليوم كم مصدراً يمطر عليه الأخبار والتحاليل والتعليقات والأنباء العاجلة كل يوم.
ظل هيكل حتى النهاية ملتزماً المقال المستطرد، والمقابلة المطولة، والصيغة التي تجعله يبدو دائماً في كرسي الأستذة أو مقعد المؤرخ، وهما ما فضله سراً على لقب الصحافي أو رئيس التحرير. أما رفاقه في المهنة والقلم فاتبعوا أسلوب علي ومصطفى أمين. واتجهوا جميعاً نحو العمود المختصر، أو الشديد الاختصار: أحمد بهاء الدين، وفتحي غانم، وأنيس منصور، وأحمد بهجت، وإبراهيم سعدة وغيرهم.
فتح المقال المختصر الباب أمام جماهير من الصحافيين في العالم العربي. بدا بالنسبة إلى كثيرين مثل «تويتر» موسع أو مضاعف. لا حاجة إلى جهد أو بحث. مجموعة آراء وينتهي الأمر. لكن لم تزدهر وتبقى سوى الأعمدة المستحقة، كما في جميع الأعمال الصحافية الأخرى. كل مهنة في نهاية المطاف عمل هندسي. وكان أصحاب الصحف في لبنان يفرضون على أبنائهم وورثتهم أن يبدأوا المهنة من المطبعة. ويقول المؤرخ البريطاني ديزموند ستيوارت إن هيكل بدأها في قسم الإخراج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بصراحة بصراحة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon