توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتذار عن حضور

  مصر اليوم -

اعتذار عن حضور

بقلم: سمير عطا الله

عشق الإنسان المبارزة منذ عصوره الأولى. إنها تحمل الكثير مما يحمله طبعه: الانتصار والانكسار. الربح والشماتة. وفي زمن الإمبراطورية الرومانية، كان الألوف من الناس يتجمعون لمشاهدة الرجال الأقوياء يتصارعون مع الأسود. ولم يكن مسموحاً أن تنتهي المبارزة بالتعادل. وكانت الناس تصفق عندما ينتصر الأسد وتهتاج الجماهير طرباً.
وعندما اخترع الإنسان السيف والحربة كان أول ما فعله على سبيل السلوى المبارزة بهما. ثم اخترع المسدس وصارت كل الخلافات على امرأة أو فرس أو نفوذ، تحل بالمبارزة، والخاسر يقتل. وقد فقد شاعر روسيا ألكسندر بوشكين حياته في مبارزة مع دبلوماسي فرنسي غازل زوجته. وخسر الأدب العالمي أحد كبار شعرائه، أمام خسيس متطفل.
مع الوقت اهتدى الإنسان إلى مبارزات تشبع غريزته في عشق المذلة للآخر، من دون أن ينتهي إلا بالموت والقتل. فظهرت المصارعة والملاكمة والسومو اليابانية التي تشبه صراع الدببة. واخترع البريطانيون «الكريكت» التي تشبه بحث الأطفال عن كلة ضائعة، ومقابلها ابتكر المكسيكيون صراع «الديكة» حيث ينقسم المشاهدون حول ديكين غبيين ويظلون يحرضونهما على بعضهما البعض حتى لا يبقى ريش في الاثنين، أو حياة في أحدهما. فيذبح المهزوم وينتف ما بقي فيه من ريش، ويشوى ويؤكل، أما الآخر فيعطى كمشة من الحبوب حتى المبارزة التالية.
نحن، في لبنان، طورنا صراع الديوك كما طورنا كل صراع آخر. وعاماً بعد عام ندفع إلى الحلبة الرجال بدل الديكة. ونصفق لهم حتى الموت. وغالباً موت الاثنين.
العام 1960 اكتشف السياسيون الأميركيون المبارزة (المناظرة) التلفزيونية بين مرشحي الرئاسة. المبارزة الأولى كانت بين ديمقراطي شاب وسيم يدعى جون كيندي وجمهوري غير شاب وغير وسيم يدعى ريتشارد نيكسون. النتيجة معروفة سلفاً.
طابت الفكرة للأميركيين. وشكلت الإعلانات التي ترافقها ثروات إضافية هائلة لوسائل الإعلام. وأصبحت «المناقشة» جزءاً أساسيا وحاسما من الحملة الانتخابية، خصوصاً في مراحلها الأخيرة. وأصبحت المبارزة مزيجاً من مصارعة حرة وملاكمة قاضية. لا ممنوعات ولا قواعد. لكن مبارزة دونالد ترمب وجو بايدن مساء الأربعاء الماضي تجاوزت التجاوزات المألوفة. مرشحان لأقوى منصب سياسي في العالم يلجآن إلى الملاكمة والمصارعة والتراث المكسيكي في الغضب والانقضاض.
تابعت كل مبارزة رئاسية منذ أربعة عقود. مبارزة الأربعاء هذه لم أجد أي رغبة في مشاهدتها. اكتفيت بما نقل منها على نشرات الأخبار. وحتى هذا كان كثيراً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتذار عن حضور اعتذار عن حضور



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon