توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسألة بسيطة في لندن

  مصر اليوم -

مسألة بسيطة في لندن

بقلم : سمير عطا الله

طلب مني صديق عزيز مساعدته في «مسألة بسيطة»، هي أن أنصحه بسائق «ابن أوادم» يعمل لديه لمدة أسبوعين في لندن. وقلت للصديق إن «المسألة بسيطة»؛ لكن الطلب صعب. فقد تركت لندن منذ عشرين عاماً، ولا بد من أنها تغيرت كثيراً بقدر ما تغيرت. وفي أي حال، دعني أسأل أصدقائي هناك.
أجريت الاتصالات اللازمة والحمد لله على التوفيق. سافر الصديق إلى لندن، ووجد في انتظاره في المطار السائق الآدمي، وسيارة لائقة، وخبرة ربع قرن في العاصمة البريطانية. ولما لم يتصل الصديق بي، اعتبرت المسألة البسيطة مسألة منتهية أيضاً.
لكن بعد أسبوع، جاءني صوت الصديق عبر ريح بريطانية ولهجة بيروتية: شو عملت فينا؟ وارتعدت خوفاً. وسألت: ماذا فعلت؟ قال: «كل لندن، ما فيها إلا هالشوفير؟» قلت: «أكيد فيها؛ لكنني للأسف لا أعرفهم جميعاً. وفي أي حال، ما المشكلة؟ بماذا أخطأ الشوفير؟».
قال: الحقيقة لا شيء مهماً. أخلاق ممتازة ومؤدب، وخصوصاً مع العائلة؛ لكنه كثير الكلام. كلما رأى سيارة مخالفة قال ساخراً: «تفضل. القانون اللبناني وصل إلى هنا». وإذا مررنا بمبنى، قال إنه يتسبب في عرقلة السير. وإذا توقفنا عند إشارة ضوئية شرح لنا إلى أين تؤدي الشوارع المحيطة. وإذا شاهد لافتة منزل للبيع شرع في محاضرة حول أسعار العقارات في لندن. يبدأ الكلام عندما نصعد إلى السيارة ظهراً، ولا يتوقف إلا عندما يتركنا عند منتصف الليل.
كان يتحدث مؤنباً وأنا أسائل نفسي: كيف ارتكبت ذلك الخطأ؟ أي كيف تطوعت؟ أو كيف قبلت أن أتطوع، ما بين لندن وبيروت، لأدخل عالماً جديد لا أعرفه من قبل، هو المساعدة في توظيف السائقين المشتاقين إلى الكلام لدى رجال الأعمال المشتاقين إلى لندن.
عندما توقف الصديق أخيراً عن الرشق الكلامي، اعتذرت منه. وسألته: آسف، هل من خدمة أخرى؟ قال بكل هدوء: «بعد، باقٍ لنا في لندن أسبوع آخر. هل تستطيع مساعدتنا في العثور على شوفير ثانٍ؟» قلت: «الآن تذكرت. عندي أعظم شوفير في بريطانيا، وسوف تتمتع معه أنت والعائلة بجولة لندنية لم تعرفها في حياتك. يتوقف عند القصور الكبرى ويروي لك تاريخها. يأخذك إلى برج لندن ويروي لك قصصه ورؤوسه المقطوعة. يمر بك بكل المسارح ويعدد ما عرض فيها منذ 500 عام إلى اليوم. وأكثر من ذلك. إن عربته يجرها حصانان، وتسير في المدينة على مهل، وفي نقاء بدل الوقود الموبوء».
صمت صديقي طويلاً حتى خلت أن دهراً مضى. ثم قال:
- عم تمزح؟
- أبداً.
- ومين هو هيدا الشوفير؟
- وليم شكسبير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسألة بسيطة في لندن مسألة بسيطة في لندن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon