توقيت القاهرة المحلي 08:37:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان: زعيم في سوريا... شيخ في السعودية

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان زعيم في سوريا شيخ في السعودية

بقلم : سمير عطا الله

 كنا نتابع في لبنان أخبار سوريا كما نتابع أخبارنا المحلية. بل غالباً كانت الأحداث السورية تسيطر على عناوين الصحف لفترات طويلة فلا يعود لأخبارنا أهمية تذكر. والمؤسف أن الأخبار السورية على بعد 70 كيلومتراً من بيروت كانت عن الانقلابات والانقلابات المضادة والثكنات والرؤساء الذين يقلبون أو يرسلون إلى السجون. وأحياناً إلى ما هو أبعد منها.

عندما التقيت الدكتور محمد معروف الدواليبي في الطائف أوائل الستينات كنت قد قرأت الكثير عنه رئيساً للوزراء أو مجلس النواب أو وزيراً للدفاع، أو مناضلاً في الأحزاب الاستقلالية.

كنت ألتقي الشيخ معروف تقريباً كل يوم في فندق «العزيزية»، حيث كان يقطن ضيوف الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله. والآن لم يعد الشيخ جزءاً من سياسات سوريا الصاخبة والمتقلبة، بل هو مستشار عند أكثر حكام العرب هدوءاً. وقد انعكس هذا الهدوء على شخصية الشيخ العالم بكل وضوح. مرة أخرى التقيت الدكتور معروف ثم امتدت الصداقة والمودة إلى حين غيابه عام 2004. ولم أكن أذهب مرة إلى الرياض من دون أن أقوم بواجب السلام عليه في منزله المتواضع الذي هو عبارة عن مكتبة تاريخية مهمة ألحق بها بيت، وطالما كان يشرّفني بالكتابة إليَّ في مواضيع كثيرة، خصوصاً فيما يتعلق بالشؤون الإسلامية. وطوال حرب البلقان كان يكتب أو يتصل هاتفياً، معتبراً بعلوّ خلقه أنني أستحق كغير مسلم امتنان الموقف وصدق المشاعر.

خسرت سوريا شخصية سياسية من أعلامها التاريخية وكسبت السعودية عالماً من علماء الفقه الكبار. وعندما استقبله الملك فيصل أول مرة قال له: «قل لي بماذا أستطيع أن أخدمك».

فأجاب: «أنا الخارج للتوّ من السجن في سوريا، أتمنى أن تمنحني الجنسية السعودية»، فرد الملك: «كل شيء إلا هذا». فاستغرب الشيخ الجواب وسأل: لماذا؟ فأجاب الملك: «لأنك رئيس وزراء سوريا ويجب أن تبقى رمزاً للشعب السوري هنا وفي كل مكان، وأريدك أن تحافظ على لباسك السوري، ولك جواز دبلوماسي، ولأهلك ولأولادك الجنسية وكلّ ما تريد». يغفل مؤرخو الشيخ الدواليبي مرحلة أساسية من مراحل حياته التي اتسمت جميعها بالنضال السياسي. وهي المرحلة التي عمل خلالها في سبيل فلسطين مع المفتي الحاج أمين الحسيني والراحل كامل مروة، يوم كانت البعثة الفلسطينية تعمل من برلين. وقد ترك مؤلفات كثيرة في الفقه والتاريخ. وبناء على طلب منظمة «الأونيسكو» وضع كتابه الرائع «المرأة في الإسلام»، كما وضع بضعة مؤلفات بالفرنسية وهو الذي تخرج من جامعة السوربون. وناقش بأسلوب العالم الكبير الفروقات بين الاشتراكية والرأسمالية من وجهة النظر الإسلامية.

وإلى جانب ذلك، وضع مؤلفات في النقد الأدبي عند العرب، وفي القومية العربية وبقي حتى عقده التسعيني الأخير يعمل بلا كلل، محافظاً دائماً على وصية الملك فيصل، بالإبقاء على ثوبه السوري.

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان زعيم في سوريا شيخ في السعودية وجوه من رمضان زعيم في سوريا شيخ في السعودية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon