توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان غنيت مكة

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان غنيت مكة

بقلم : سمير عطا الله

  عاش سعيد عقل 104 سنوات، كان في معظمها مثيراً لجدلٍ حاد في قضايا كثيرة. لم يغبطه أي ناقدٍ أو أي فريقٍ حقه في كتابة الشعر الجميل وفي التعمق في اللغة العربية. لكن شاعر العربية قرر أن يتحوّل إلى «شاعر اللغا اللبنانية». وهو كمؤرخ أظهر تفانياً وعصبيةً في سبيل لبنان وفينيقيا. ومرَّ في حياته في تحولات كثيرة، فهو أيضاً من كتب نشيد «العروة الوثقى» لحركة القوميين العرب. وهو من نقّح نشيد الحزب السوري القومي، حتى قيل إنه واضعه.

وبسبب العصبية اللبنانية ظنّت الناس أن سعيد عقل طائفي أيضاً. غير أننا إذ نقرأ جميع أعماله ومقابلاته الصحافية لا نجد فيها كلمة طائفية واحدة. لكن الانطباع قد رسخ في أذهان الناس خصوصاً بسبب موقفه في الحرب الأهلية اللبنانية عندما أصدر صحيفةً صغيرة تحرّض على معارضي الدولة، وخصوصاً الفلسطينيين.

سوف نجد أن هذا الشاعر المتهم بالعصبية قد أعطى سيدة مسيحية أخرى، هي فيروز، بعض أجمل الشعر الذي قيل في مكة المكرمة. وقد يقول المرء بعض أصدق الشعر. كذلك أليس هو القائل: «غنيت مكة أهلها الصيدا/ والعيد يملؤ أضلعي عيداً/ يا قارئ القرآن صلي لهم/ أهلي هناك وطيب البيدا/ من راكعٍ ويداه آنساتاه/ أليس يبقى الباب موصودا/ وأعز ربي الناس كلهم/ بيضاً فلا فرقت أو سوداً».

شدت فيروز في غناء مكة وفي غناء القدس وفي غناء فلسطين، وهتفت: «سنرجع يوماً إلى حينا/ ونغرق في دافئات المنى». وقبل أن تطلّ الحرب الأهلية على لبنان كان كثرة من المسيحيين يناجون الإسلام ويدافعون عن التنزيل، ويعطون أبناءهم أسماء إسلامية، وخصوصاً أول الأسماء محمد.

أحيا الأخوان الرحباني وفيروز التراث العربي بكل صدق وبراعة. من مكة إلى الشام. وأعادوا نشر الفن المصري القديم وأعمال سيد درويش والموشحات الأندلسية، وعاشوا حياتهم خارج أي حساسية طائفية. وفي هذا الإطار الإنساني الوسيع لم ينتهِ أحد إلى أن والد فيروز هاجر من لواء الإسكندرون لكي يمضي حياته مع عائلته عامل مطبعة بسيطاً بعد زواجه من فتاة بسيطة هي أيضاً من عائلة البستاني. من تلك العائلة خرجت فتاة غاية في البساطة هي أيضاً، لكي تملأ بلاد العرب شدواً، وتجاور كوكبهم أم كلثوم، حتى قال محمد عبد الوهاب: «ثمة معجزتان؛ الأولى عربية والثانية لبنانية».

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان غنيت مكة وجوه من رمضان غنيت مكة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon