توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الألتراس

  مصر اليوم -

الألتراس

بقلم: سمير عطا الله

لكل ظاهرة جمالية في الحياة، فرع للبشاعة. للجمال ألف تفسير، البشاعة لا تفسير لها، وإلا لما سميت كذلك. كرة القدم هي اللعبة الرياضية الأكثر شعبية في العالم. مباراة في القدرة والطاقة والذكاء تمنح أبطالها ولاعبيها ومدرسيها من المال والشهرة ما لا تعطيه أي لعبة أخرى. أحياناً يتحول لاعب مثل البرازيلي بيليه إلى رمز وطني، لأنه صورة التسامح واللاعنف والقبول بالأصول والقواعد. في مباريات الكرة إثارة وفرح، فيما في المصارعة دببة تتقاتل على حلبة ولها جمهور يهتف: اقتله. حطمه. ارمه لنا كي نمزقه عنك.
لا أؤيد في الكرة أحداً ولا أعارض أحداً. مرة كل أربع سنوات أنضم إلى مئات الملايين من البشر في متابعة كأس العالم، وأشكر «الفيفا» على المتعة والسلوى وإلى اللقاء إن شاء الله. لكن طوال السنوات الأربع لا تنقطع أخبار القباحة الوحيدة في هذه اللعبة الرضية. ليست في اللعب ولا في اللاعبين ولا في الملعب، بل في نوع من المؤيدين يسمى «الألتراس»، أي حرفياً، المتطرفين، أو الغلاة، أو الزعران. وهؤلاء إذا فرحوا لفوز أو غضبوا لهزيمة، هاجوا وكسروا وحطموا ونكّدوا فرح الآخرين. في بريطانيا يسمونهم «الهوليغانز»، وهؤلاء تمنع الدول الأخرى دخولهم. وفي مصر أغلقت الملاعب بسببهم، وحرمت الجماهير الطبيعية من متعة الحضور، تماماً كما حدث فيما بعد بسبب «كورونا».
هذه فئة من البشر تجدها في كل مكان. في المدرسة. في المعمل. في المستشفى. في الجريدة. في كل مؤسسة. هناك دائماً مجموعة، أو فرد، لا يعرف أن يفرح أو أن يحزن إلا «ضد» الآخرين. إنه إما شامت أو غاضب ومحروم من نعمة الفرح ومتعة الفوز.
مع ظهور «مواقع التواصل» ظهرت فوراً فئات طاغية من «الهوليغانز». إلى جانب الفرص التي أتاحتها هذه المنابر لأعداد هائلة من الناس، ظهرت فرق البذاءة والعنف اللفظي والحقد والتحريض والهبوط الأخلاقي المفزع.
وعلى هامش حرية التعبير، ظهرت حرية التحطيم والتكسير والخروج على القانون. إنها فرق النكد التي هي عفوية أحياناً، ومنظمة غالب الأحيان. كثرت أنواع وسبل التواصل على نحو مدهش. فيها كثير من الجماليات وتسهيل وتوسيع دوائر الحوار والتقارب، وفيها كثير من العياذ بالله. وأخطر ما فيها الأكاذيب والافتراءات والشائعات، بل ونشر الأخبار عن وفيات المشاهير.
حرم الهوليغانز والألتراس الأوادم من حضور المباريات توجساً من سلوكهم. ويمتنع عدد كبير من الناس من المشاركة في مواقع التواصل للأسباب نفسها. لكل جمال نقيض من القبح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الألتراس الألتراس



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon