توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلم في العلم... والعالم في الوزارة

  مصر اليوم -

العلم في العلم والعالم في الوزارة

بقلم: سمير عطا الله

في هذا الجانب من الكرة الأرضية، عاد الخريف ومعه العودة الكبرى: المدارس ودور العلم الأخرى. تمتلئ الصحف والمجلات البريطانية بالملاحق الخاصة عن جديد العلم وكتب الأطفال. وهذا العام ضجة كبرى في البلاد بسبب هبوط مستوى شهادة الثانوية العامة والتراجع في مستويات أخرى.
في لبنان والعالم العربي، المسألة هي مَن يقدر مِن التلاميذ على توفير القسط المدرسي المطلوب منه. وفي مصر، التي جعلت طه حسين وزيراً للتعليم، وأصبح معه التعلم مجانياً وإلزامياً، يدور الجدل حول مستوى العلم والمعلمين. صحيح أن العلم مجاني لكن مستواه يفرض على معظم البيوت دروساً خصوصية لأبنائها وترهقها مثل الأقساط.
لبنان كان أحد مراكز التعليم المهمة في العالم العربي، إلى جانب مصر. وبأعداد أقل، كان يأتيه الطلاب من الخليج وغيره. وكان يأتي إلى الجامعة الأميركية طلاب من الهند وأفريقيا وأفغانستان. ومنهم الرئيس الأفغاني الحالي. لكن الجامعة مكسورة هذا العام على 150 مليون دولار، وتنتظر التبرعات من أجل البقاء بعد قرن ونصف من التميّز الأكاديمي. وخصصت جامعة الكسليك 200 منحة دراسية للطلاب الذين يقطنون الأحياء التي دمّرها انفجار بيروت. وهناك مدارس كثيرة سوف تغلق أبوابها لأنها غير قادرة على تأمين التكاليف ورواتب المعلمين. أي أن عدداً كبيراً من المعلمين سوف ينضم إلى ضحايا البطالة التي تعصف بالبلد مثل انفجار الميناء الذي مزّق أوصال العاصمة إلى سنين طويلة.
المستويات التعليمية هي ما ميّز لبنان منذ أوائل القرن الماضي. وفيه أنشئت أول مطبعة في الشرق. وبسبب العلم عثرت أجياله على أعمال في المهاجر. لكن التعليم الرسمي انخفض في جميع مستوياته. ودبّ الفساد في سير الامتحانات. وصارت بعض شهادات الدكتوراه مضحكة مثل المحسوبيات الأخرى في دوائر الدولة.
ربما كان أشهر طبيبين في جراحة القلب في القرن الماضي، بعد كريستيان برنارد، الجنوب أفريقي رائد زراعة القلوب، الدكتور مجدي يعقوب من مصر، والدكتور مايكل دبغي، اللبناني الأصل. كلاهما رفع اسم بلده في أكثر بلدان الأرض تنافساً في العلم. لكنّ كليهما حقق هذا النجاح ضمن نظام عالمي وليس في بلده. قلّما يستطيع الفرد أن يلمع خارج منظومة متكاملة. ويتساءل المرء: ماذا ينقص دولة مثل مصر أن تصبح هي مستشفى أفريقيا والشرق؟
المثال الآخر هو الراحلة العظيمة زها حديد. ماذا لو بقيت في بغداد أو في بيروت، حيث أكملت دراستها في الجامعة الأميركية. في الوقت الذي كانت زها تسجّل الريادات التاريخية في الهندسة، كان يتولى وزارة الشؤون العلمية (التصنيع) في بغداد حسين كامل المجيد، صهر السيد الرئيس، الذي عاد فقُتل في «الصولة الجهادية» التي قامت بها عشيرته. العلم ينتج زها حديد. ووزارة العلوم حسين كامل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلم في العلم والعالم في الوزارة العلم في العلم والعالم في الوزارة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon