توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخرطوم لا تنتقل

  مصر اليوم -

الخرطوم لا تنتقل

بقلم : سمير عطا الله

هذه هي خلاصة الوضع في السودان: مدنيون غير منتخبين يفاوضون على حقوقهم مع عسكريين لا حقوق لهم في الحكم، إلا، تجاوزاً، وزارة الدفاع. وبالكاد. وفقط في الحالات الاستثنائية، أو الانتقالية، كما توصف الحالة الراهنة التي انقلب فيها العسكريون على رؤسائهم السابقين.

العادات القديمة تزول بصعوبة. ومنها عادات العسكر. ولذلك، خيل إليهم أن الملايين نزلوا إلى الشوارع لكي يتناصفوا السلطة معهم وليس من أجل إعادتها إلى الشرعية القانونية التاريخية. وبدل أن يطلب العسكر فترة تستمر في أقصى الحدود عاماً تتم خلاله إعادة الصلاحيات إلى الأصول الطبيعية، أصروا على ثلاثة أعوام، تكون السلطة الحقيقية خلالها في أيدي ذوي القبعات الخضر.

وأثناء فترة بهذا الحجم، سوف يتبين للعسكريين أن المصلحة القومية تقتضي بقاء السلطة في يد الجيش وإلا تعرّض البلد لخطر الانفصال والحروب الأهلية وسواها من أخطار مريعة لا يقوى على ردها سوى العسكريين كما نجحوا في الجنوب وفي دارفور وفي عصر النميري وزمن عمر البشير.

إذا أصر العسكريون على القبض على السلطة، فسوف يشهد السودان ما شهدته سوريا والعراق والصومال واليمن وغيرها من قبل. ضابط يطرد آخر ويعلق المشنقة لمن سبقه، أو يوجه إليه رصاص البطولة والشرف.
بعد ثلاثة عقود من البشير، كان واضحاً أن السودان نزل إلى الشارع في نظامية كلية وشبه إجماع، لكي يستعيد زمام الدولة وأصولها. وكان يفترض في ورثة البشير تشكيل حكومة إنقاذ وطني على الفور، وليس تشكيل مجلس عسكري. حكومة تمثل القوى الحقيقية في البلاد وليس الفِرق والكتائب في القوات المسلحة. ولا بأس أن يكون الجيش إحدى قوى السلطة، وليس قوتها الحقيقية. لكن منذ أن طرحت فكرة المرحلة الانتقالية من ثلاث سنوات اتضح أن في نية المشيرين الجدد إعطاء المدنيين وزارات الزراعة والري والكهرباء والتشريفات الرئاسية.

فكرة مرحلة انتقالية من ثلاث سنوات مسألة مضحكة جداً في وضع بالغ الجديّة، أهم شيء فيه، هو الوقت. وقد ضاع الكثير جداً منه حتى الآن في ساحات الخرطوم. ولا بد للمجلس العسكري أن يدرك بعد كل هذا الوقت أن المطلب لم يكن فقط البشير وعصاه، بل العصا وأي مشير آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخرطوم لا تنتقل الخرطوم لا تنتقل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon