توقيت القاهرة المحلي 03:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان: كتّاب الزعماء

  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان كتّاب الزعماء

بقلم - سمير عطا الله

كما كان لكل زعيم شاعره في العصور الماضية، صار لكل زعيم كاتبه: رجل يعبر عن مواقفه، أو يدعو لأفكاره، أو يؤرخ لمرحلته. الواحد يشتهر بالآخر، وكلاهما يفاخر باحتكار الموقع: غابرييل غارسيا ماركيز وفيدل كاسترو، سلفادور الليندي (تشيلي) وبابلو نيرودا، خروشوف وصهره ألكسي أدجوبي، رئيس تحرير «البرافدا»، محمد حسنين هيكل وعبد الناصر، فرنسوا مورياك وديغول... إلخ.

أندريه مالرو كان كاتباً لأكثر من زعيم، فقد فتحت شهرته أمامه أبواب الزعماء الكبار في أنحاء العالم: من كنيدي إلى نهرو، ومن تيتو إلى ماو تسي تونغ. إحدى أهم مقابلاته كانت عام 1965، مع الزعيم الصيني في «قصر الشعب»، بكين. كان للمبنى واجهة من الأعمدة الفرعونية، تتوسطه قاعة طولها 300 قدم. وحضر اللقاء أيضاً رئيس الجمهورية ليو شاوتشي، الذي حمل إليه مالرو رسالة من ديغول: «استقبلني ماو بمودة، بل بألفة، وجلسنا جميعاً على كراسي من الخيزران. بدت الصالة كأنها قاعة انتظار في محطة قطار. وفي الضوء المعاكس، كان وجه ماو يبدو مستديراً وناعماً ونضراً، وكان شديد الهدوء رغم سمعة القسوة. وخلفه كانت تجلس ممرضته «بثوبها الأبيض».

بدأ ماو الحديث من دون مقدمات عن الثورة التي قام بها: «عندما عدت إلى قريتي في المجاعة، وجدت أن الناس أكلوا لحاء الشجر على علو أربعة أمتار. كانوا يموتون من الجوع، لكن كان من الأفضل لنا أن نضع جنوداً مخلصين من آكلي لحاء الشجر بدل سوّاقي التاكسي في شانغهاي».

وتدخل مالرو ليروي «إن ماكسيم غوركي (الأديب الروسي) قال لي في حضور ستالين إن الفلاحين هم أنفسهم في كل مكان»، فاعترض ماو قائلاً: «لا غوركي، الشاعر المتشرد العظيم، ولا ستالين، كانا يعرفان شيئاً عن الفلاحين».

وتحدث عن تفوق «الجيش الأحمر» على أعدائه، رغم المساعدة التي كانوا يتلقونها من الأميركيين، وقال إن المجاعات كانت قد ضربت الناس «حتى إن النساء كن يضرعن لأن يخلقن كلاباً في الحياة التالية، من أجل أن يكنّ أقل بؤساً»، وأضاف: «لم نعد نأكل الحساء، بل قصعة من الأرز».

طوال اللقاء، كان ماو المتعب جالساً لا يتحرك إلا ليرمي رماد سيجارته في المنفضة أمامه، «وكان جالساً مثل تمثال إمبراطور مصنوع من البرونز»، لكن مالرو ذُهل عندما رأى الزعيم الصيني يقف مودعاً، ويسير بخطى شديدة البطء، غير قادر على أن يطوي ساقيه: «كان يمشي مثل كائن أسطوري عاد لتوه من مدفنه الإمبراطوري».

أتمنى أن تكون السلسلة قد نالت استحسانكم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والإنسان كتّاب الزعماء الزعيم والإنسان كتّاب الزعماء



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon