توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتاب الشارقة: مؤرخ الدبلوماسية

  مصر اليوم -

كتاب الشارقة مؤرخ الدبلوماسية

بقلم - سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

أمضى الدبلوماسي العراقي الراحل نجدة فتحي صفوت (1923 – 2013) سنوات عدّة في «الشرق الأوسط» يحرر زاوية يومية كانت لا تزال شائعة في صحف العالم تلك الأيام بعنوان واحد تقريباً «هذا اليوم في التاريخ». ويُكلّفُ إعداد الزاوية عادة محرر ناشئ، لأنها لا تتطلب أكثر من إلمام عادي بسياسات العالم، وأهمية الأحداث، ومن ثم نقلها باختصار، ووضعها في زاوية صغيرة.جاء نجدة فتحي صفوت، كما أصرَّ دائماً على اسمه الثلاثي، من ماضٍ دبلوماسي استمر نحو ثلاثة عقود، وتنقَّل في عواصم يغبطه عليها أي دبلوماسي في العالم: القاهرة، لندن، واشنطن، موسكو بسبب معرفة القضايا السياسية عن قرب، وخلال عهود كثيرة. أعطى زاوية «هذا اليوم في التاريخ» عمقها التاريخي. وجعلها زاوية تقرأ قبل الأحداث الراهنة. واستبدل بالنقل السريع التحليل المتأني. ونجح نجاحاً جليلاً في أن يفيد من خبرته «العراقية الرسمية» في جعلها خبرة صحافية موضوعية عربية شاملة. وفي صورة تلقائية، أصبح «هذا اليوم في التاريخ» «تلك المرحلة في التاريخ». وجمع تلك الزوايا في مجلدات «دار الساقي» - أصبحت في طبعتها الخامسة، وإلى جانبها وضع مجموعة من الحكايات الدبلوماسية عن الأحداث التي شهدها بعنوان «حكايات دبلوماسية» وهو من «القديم» الممتع الذي خرجت به من معرض الشارقة (أيضاً دار الساقي)، وأيضاً «الطبعة الخامسة».
تتراوح نجاحات التجارب الدبلوماسية بين العادي والمثير. ويُطلب من الدبلوماسي عادة أن يكون مثل الماء، لا لون ولا طعم ولا رائحة. لكنه إذا كان صحافياً في الأساس فسوف يبحث دوماً عن الثلاثي معاً. ويبدو من نتاج كاتبنا أنه خلال سنوات العمل الدبلوماسي، كان يدوِّن كل شيء ويحفظ ما يستطيع من أشياء، حتى إذا حلّ يوم النشر، رأى في خزنته ثروة مهمة.
نرى في أوراق نجدة رجلاً مخموراً يدعى نيكيتا خروشوف. ثم نرى خروشوف في وصف لم يسبقه إليه أحد: عيناه الزرقاوان الصغيرتان، كثافة شعر لا تظهر في صور الرجل الأصلع. ونرى كمال أتاتورك وقد أثقل عليه الشراب أيضاً، يطلب من سفير مصر في أنقرة، عبد الملك حمزة بك، أن يخلع طربوشه، ويطلب من أحد الخدم أن يرفع الطربوش على صينية في قاعة الاحتفال. ومعروف أن أتاتورك حظر الطربوش في تركيا. لكن السفير كان من الحصافة بحيث حال دون تطور الإهانة إلى أزمة دبلوماسية.
كانت آخر مهمة دبلوماسية لصاحب هذه الذكريات المكتوبة بقلم مؤرخ ماهر ثري الثقافات، سفيراً لبلاده لدى الصين، عندما استقال ليُغني مهنة الدبلوماسية والصحافة معاً، بمجموعة من التجارب التي تشكّل في ذاتها، دروساً في المهنتين.
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب الشارقة مؤرخ الدبلوماسية كتاب الشارقة مؤرخ الدبلوماسية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon