توقيت القاهرة المحلي 08:30:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان: ملهم الضباط الأحرار

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان ملهم الضباط الأحرار

بقلم : سمير عطا الله

  كنت أقرأ خالد محمد خالد في «الأهرام» وكأنه واحد من كتّابها الكبار الذين تجتذبك مقالاتهم أسبوعاً بعد آخر. لم يخطر لي في تلك الأيام أن ما أقرأ عالم من العلماء، وساحر من سحرة اللغة، وراءٍ تجتمع وتختلف حوله الناس. لكن تلك كانت شخصيته العملاقة، بحيث إن أحداً من الذين خالفوه أو خالفهم لم يَكُنّ له إلا فائق الاحترام. وربما كان معارضوه ومنتقدوه يكنّون له في سرهم الإعجاب الذي يخامر الآخرين.

أعطى خالد محمد خالد الصحافة بقدر ما أعطاها عمالقتها، وأعطى البحث الديني بقدر ما أعطاه ذو العلم الكبير، وليس غريباً أو مفاجئاً أن يكون أول المعجبين به رؤساء مصر الذين عايشهم: جمال عبد الناصر إلى أنور السادات إلى حسني مبارك. لكن يبدو أنه كانت لدى مبارك بعض التحفّظات على المؤرخ الكبير، فلم يضمه إلى خاصته من العلماء، كما فعل عبد الناصر والسادات، ويقال إن عبد الناصر كان يحرص أن تكون النسخة الأولى من مؤلفات محمد خالد على مكتبه أول صدورها. وبكل هدوء، كان الكاتب يُرسل كتابه إلى الرئاسة المصرية بالبريد المسجّل.

تخرج محمد خالد من الأزهر وهو في الخامسة والعشرين من عمره. ومثل معظم الأزهريين، انصرف في بداية الأمر إلى التدريس، قبل أن تنتشر مؤلفاته وتمكنه من الانصراف إلى التأليف. ورأى فيه القوميون العرب مرجعاً فكرياً ينير دروبهم، فيما عارضه الشيوعيون والإخوان المسلمون. لكنه عندما سُئل عن رأيه في القومية العربية، أجاب: «أنا لا أعرف شيئاً عن القومية العربية، كل ما أعرفه هو عن القومية الإسلامية».

التحزب الوحيد الذي أعلنه في حياته خارج الفكر الإسلامي كان للحرية والديمقراطية. وفي مذكراته، قال إن الذي جمع بين عبد الناصر والسادات ومبارك هو «الخوف من الحرية». وقد كان الكاتب الوحيد الذي دخل في مناظرة مع عبد الناصر على التلفزيون استمرت ساعتين. ويبدو أن الاثنين خرجا منها دون أن يقتنع أحدهما برأي الآخر.

لم تغير المكانة الاجتماعية التي بلغها أي شيء في حياة محمد خالد؛ ظل يعيش في بساطة العلماء، وفي تكرسهم، تاركاً للتراث بعض أهم الأعمال الفكرية، وأكثرها جاذبية، ومنها: «وجاء أبو بكر» و«بين يدي عمر» و«وداع عثمان» و«في رحاب علي» و«معجزة الإسلام عمر بن عبد العزيز» و«كما تحدث الرسول».

استغل الغربيون بعض نظريات محمد خالد، منها القول بفصل الدين عن الدولة، فما كان منه إلا أن أعاد مراجعة ما كتب، مركزاً على روح السماح في الدين الإسلامي، حريصاً، كما كان دائماً، على إظهار القيم الإنسانية. من أيام الضباط الأحرار حتى وفاته، وجد الكثيرون في صاحب سِيَر الصحابة مصباحاً من مصابيح الإيمان والتنوير معاً.

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان ملهم الضباط الأحرار وجوه من رمضان ملهم الضباط الأحرار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon