توقيت القاهرة المحلي 01:39:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكرة الرياض: بيعة الحبيب

  مصر اليوم -

مفكرة الرياض بيعة الحبيب

بقلم: سمير عطا الله

تغيب الشمس في شتاء باريس عند الضحى وتقاوم موعد الغياب في الرياض، حائرة ما بين بقايا الصيف ومداخلات الخريف. تركنا باريس لسمائها الرمادية الشهيرة ووصلنا إلى الرياض مبكّرين عن الموعد المفترض بنحو عشرين دقيقة، كافية للتمييز بين مناخ وآخر في عام المناخ العالمي هذا وثقوبه السوداء.
سامحوني على تكرار هذه اللازمة التي هي متلازمة التقدّم في السّن: لولا إشارات الطرق، لما تعرّفت على المدينة. لا تزال تنمو في كل اتجاه. وخصوصاً إلى الأعلى، بعدما فاقت المساحات. ولأن المباني العالية ملزمة بالإضاءة، ليلاً، فقد تمازجت أنوار الأبراج مثل منارات في زحمة المناطق الحديثة والقديمة. ويحاول المهندس الجديد أن يستوحي معمار الماضي، لكنني لا أعرف إلى أي مدى سوف يكون قادراً على ذلك.
هذا كان هاجس أمير المنطقة طوال نصف قرن. وكان أميرها كلما وقع على حداثة أخرى، سارع إلى حفظ الأصول والجذور. كل ورقة. وكل كتاب. وكل حجر. وكل صورة قديمة. وحافظ على قاعة البرق والتلغراف في قصر الحكم. وعلى السيارات العالية المستطيلة الشكل التي استخدمها الملك المؤسس وهو يبني في الرمال دولة بلا طرقات. في الرياض هذه الزيارة بدعوة من منتدى الإعلام السعودي في تدشين أعماله. ولا أدري إن كانت مصادفة سعيدة في مناسبة مباركة، أو أمراً مقصوداً. لكن العاصمة تحتفل بالسنة الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز. ولذلك ضاعفت أنوارها وضاعفت في كل مكان التحيات والتمنيات للملك وولي عهده، الأمير محمد. وتطلّ من المباني العوالي، صورة السكينة وابتسامة الاستقرار، ممثلة في الملك وولي عهده. المعلم الكبير ووليّه الأمين. الاستمرارية والرؤية. كم هي هائلة هذه المسؤولية في دولة تبني جسراً من ركيزتين متوازيتين: التقليد والوليد. التاريخ والمستقبل.
بناء الدول حركة دائمة. وموقع الدولة بين الأمم مسؤولية قائمة. وها هي المملكة في العام الخامس لبيعة الحبيب، رئيسة دول مجموعة العشرين، أهمّ منظمة دولية بعد الأمم المتحدة. وفيما خبت وتراجعت معظم المؤسسات الإقليمية، تندفع مجموعة العشرين في رسم السياسات الدولية والتأثير في اتجاهات العالم، خصوصاً الاقتصادية منها.
لا أدري كم مؤتمراً تستضيف المملكة هذه الأيام. لكن منتدى الإعلام هو في الحقيقة مهرجان مدهش في الضيوف والتنظيم وآفاق القضايا والتحديات المطروحة. وبدأ المنتدى مسيرته بتكريم أبهى الوجوه الإعلامية المؤسسة في العالم العربي، وأول وزير إعلام في المملكة، الشيخ جميل الحجيلان: رائد في الصحافة، رائد في الدبلوماسية وعلامة في بناء وحدة الخليج. قد أزعم أنني بين أهل المهنة، الأكثر فرحاً بتكريم أبي عماد. لقد كان أول من تعرّفت إليه في المملكة. وعندما أتحدّث عن المودّات التي أعتزّ بها في هذا العمر يطلّ جميل حجيلان في مقدمة الأصدقاء والأساتذة، لأكثر من نصف قرن، أنّى حملته المناصب حول العالم، وأنّى حملنا الترحال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة الرياض بيعة الحبيب مفكرة الرياض بيعة الحبيب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon