توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تَغيير الحَمَل... كل يوم

  مصر اليوم -

تَغيير الحَمَل كل يوم

بقلم: سمير عطا الله

اتخذت مصر، العائدة إلى زمانها في العالم العربي، خطوة لا سابقة لها في دبلوماسيتها المحافظة، من خلال زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى بيروت. فقد تقصَّد الوزير يوم الأربعاء، القيام بجولة سياسية واسعة وسريعة، شملت جميع معارضي الرئيس ميشال عون ولم تُستثنَ من المقاطعة سوى الرئيس نفسه. وبدا وكأن الهدف الأهم من زيارة رئيس الدبلوماسية المصرية هو تظهير الموقف من صهر الرئيس، جبران باسيل. فقد زار شكري جميع خصومه: سليمان فرنجية، وسامي الجميل، وسمير جعجع، وتناول الغداء إلى مائدة بطريرك الموارنة بشارة الراعي، ثم تقصد أن يعقد مؤتمراً صحافياً في مقر الرئيس المكلف سعد الحريري، تبنى خلاله موقفه من شكل الحكومة وجوهرها، رداً على ما يتردد عن موقف الرئيس عون وباسيل من هذا الأمر.
وفيما كان الوزير المصري يظهّر هذا الموقف، بهذه الطريقة الواضحة، كانت فرنسا بدورها تتحاشى استقبال باسيل، منضمة في ذلك إلى الفريق الدولي والعربي والمحلي، الذي يحمّل باسيل مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، في بلد تتزايد انهياراته كل يوم، في كل الحقول.
وقد تجاوزت فرنسا القواعد المألوفة في حديثها عن سياسيي لبنان. فقال الرئيس إيمانويل ماكرون إنهم مافيا تقوم بحمايتها ميليشيا. وقال وزير خارجيته إنهم طبقة عمياء تقدّم فسادها على مصلحة البلد. وانضمت صحيفة «الموند» المعبرة عن موقف النُخب، إلى مخاطبة سياسيي لبنان على أنهم طبقة خارجة عن القانون، والقيم الأخلاقية. الأرجح أن عدم رغبة فرنسا في استقبال باسيل، ورفض شكري زيارته، عائد أيضاً إلى أن الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات رسمية عليه بتهمة الفساد. وربما كان من الصعب على فرنسا أن تتحدى هذا القرار، وعلى مصر أن تتجاهله. بل تقول الخارجية الفرنسية إنها قد تذهب هي أيضاً إلى فرض عقوبات على سياسيين لبنانيين، ما بين «المافيا» و«الميليشيا».
تلقى الرئيس ميشال عون هذه الرسائل بغضب واضح. وقبل أن يغادر الوفد المصري بيروت أخرج الرئيس سترة الجنرال القديمة من خزانته، معلناً أنه سوف يقود الحرب على حاكم البنك المركزي رياض سلامة، ووزير المالية غازي وزني، لمسؤوليتهما عن دمار الليرة اللبنانية ورمادها!
من العبث البحث عن مسؤولية، أو مسؤول في لبنان. فقد اغتيل الرئيس رينيه معوض من دون أن يحقق شرطي واحد في الأمر. وتردد صدى انفجار المرفأ في كازاخستان، والنتيجة الوحيدة بعد تسعة أشهر تغيير المحقق العدلي. خلال الحرب الباردة قام وزير أميركي بزيارة حديقة الحيوانات في موسكو، فوجد ذئباً وحملاً في قفص واحد، فسأل مضيفه السوفياتي، كيف تحققون هذه المعجزة؟ فأجابه: نغيّر الحمل كل يوم.
أعلن الرئيس حربَ التحقيق الجنائي التي قد تستغرق سنوات، أو عقوداً. وربما يفيد لبنان واللبنانيين، شيء أقرب إلى التحقق هو القبول بحكومة لا يحركها جبران باسيل. الأفضل للجميع، أن يسمع الرئيس عون، صوت العالم وأصوات اللبنانيين: هل ينقص لبنان حرب أخرى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تَغيير الحَمَل كل يوم تَغيير الحَمَل كل يوم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon