توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تَغيير الحَمَل... كل يوم

  مصر اليوم -

تَغيير الحَمَل كل يوم

بقلم: سمير عطا الله

اتخذت مصر، العائدة إلى زمانها في العالم العربي، خطوة لا سابقة لها في دبلوماسيتها المحافظة، من خلال زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى بيروت. فقد تقصَّد الوزير يوم الأربعاء، القيام بجولة سياسية واسعة وسريعة، شملت جميع معارضي الرئيس ميشال عون ولم تُستثنَ من المقاطعة سوى الرئيس نفسه. وبدا وكأن الهدف الأهم من زيارة رئيس الدبلوماسية المصرية هو تظهير الموقف من صهر الرئيس، جبران باسيل. فقد زار شكري جميع خصومه: سليمان فرنجية، وسامي الجميل، وسمير جعجع، وتناول الغداء إلى مائدة بطريرك الموارنة بشارة الراعي، ثم تقصد أن يعقد مؤتمراً صحافياً في مقر الرئيس المكلف سعد الحريري، تبنى خلاله موقفه من شكل الحكومة وجوهرها، رداً على ما يتردد عن موقف الرئيس عون وباسيل من هذا الأمر.
وفيما كان الوزير المصري يظهّر هذا الموقف، بهذه الطريقة الواضحة، كانت فرنسا بدورها تتحاشى استقبال باسيل، منضمة في ذلك إلى الفريق الدولي والعربي والمحلي، الذي يحمّل باسيل مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، في بلد تتزايد انهياراته كل يوم، في كل الحقول.
وقد تجاوزت فرنسا القواعد المألوفة في حديثها عن سياسيي لبنان. فقال الرئيس إيمانويل ماكرون إنهم مافيا تقوم بحمايتها ميليشيا. وقال وزير خارجيته إنهم طبقة عمياء تقدّم فسادها على مصلحة البلد. وانضمت صحيفة «الموند» المعبرة عن موقف النُخب، إلى مخاطبة سياسيي لبنان على أنهم طبقة خارجة عن القانون، والقيم الأخلاقية. الأرجح أن عدم رغبة فرنسا في استقبال باسيل، ورفض شكري زيارته، عائد أيضاً إلى أن الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات رسمية عليه بتهمة الفساد. وربما كان من الصعب على فرنسا أن تتحدى هذا القرار، وعلى مصر أن تتجاهله. بل تقول الخارجية الفرنسية إنها قد تذهب هي أيضاً إلى فرض عقوبات على سياسيين لبنانيين، ما بين «المافيا» و«الميليشيا».
تلقى الرئيس ميشال عون هذه الرسائل بغضب واضح. وقبل أن يغادر الوفد المصري بيروت أخرج الرئيس سترة الجنرال القديمة من خزانته، معلناً أنه سوف يقود الحرب على حاكم البنك المركزي رياض سلامة، ووزير المالية غازي وزني، لمسؤوليتهما عن دمار الليرة اللبنانية ورمادها!
من العبث البحث عن مسؤولية، أو مسؤول في لبنان. فقد اغتيل الرئيس رينيه معوض من دون أن يحقق شرطي واحد في الأمر. وتردد صدى انفجار المرفأ في كازاخستان، والنتيجة الوحيدة بعد تسعة أشهر تغيير المحقق العدلي. خلال الحرب الباردة قام وزير أميركي بزيارة حديقة الحيوانات في موسكو، فوجد ذئباً وحملاً في قفص واحد، فسأل مضيفه السوفياتي، كيف تحققون هذه المعجزة؟ فأجابه: نغيّر الحمل كل يوم.
أعلن الرئيس حربَ التحقيق الجنائي التي قد تستغرق سنوات، أو عقوداً. وربما يفيد لبنان واللبنانيين، شيء أقرب إلى التحقق هو القبول بحكومة لا يحركها جبران باسيل. الأفضل للجميع، أن يسمع الرئيس عون، صوت العالم وأصوات اللبنانيين: هل ينقص لبنان حرب أخرى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تَغيير الحَمَل كل يوم تَغيير الحَمَل كل يوم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon