توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دروس تونس

  مصر اليوم -

دروس تونس

بقلم : سمير عطا الله

لا تتوقف تونس عن إعطائنا الدروس في الآداب السياسية. وهل للسياسة آداب؟ نعم، شرط أن نعمل بها. ولها تقاليد ولها قواعد. وقد التزمتها تونس كلها: أولاً، ذهبت إلى الاقتراع في موعده. وفتحت باب الترشح على أصوله. وسمحت لسجين مدني بخوض المعركة من سجنه، وها هي تسمح له بالاشتراك في المناظرات من السجن، بعدما حل في المرتبة الثانية بين المرشحين.

الرجل الذي حل في المرتبة الأولى اختاره الناخب التونسي من خارج السياسة والأحزاب. الذين جربهم ترك التجربة تحكم عليهم. كان على المنصف المرزوقي أن يعرف شعبه جيداً، وأن تجربته في الحكم لا تستحق التكرار.
التونسي ناخب مثقف. وعندما يُعطى حريته، يعرف كيف يحترمها، فهو حفيد أبي القاسم الشابي. ولا بد من التذكر بأن كل هذا المناخ مدين لرجل دولة فائق، هو قايد السبسي. بعد الثورة على بن علي، وحتى وفاته، قاد هذا الرجل الشجاع المستنير بلاده بأرقى ما يمكن من الشهامة واحترام القانون. حافظ على البورقيبية التي نشأ فيها، ولكن من دون نرجسية «المجاهد الأكبر». وتحول الدستور من حزب واحد ورجل واحد إلى نموذج واحد وعدة أحزاب. وبدا السبسي فوق الجميع، ليس بالتعالي، بل بالترفع والنزاهة والخلق الدستوري الموروث.

سلم السبسي إلى شعبه دولة مرممة إلى حد بعيد. أرسى سلامها وأمنها من دون الاضطرار إلى شدة بن علي وعقلية رئيس الشرطة. وثمة درس أخلاقي آخر، وهو أنه عندما علم بوفاة بن علي التي أشيعت آنذاك، أوصى بأن تقام له مراسم تليق برئيس تونسي سابق.

السياسيون الآخرون رفضوا ذلك، مطالبين بملاحقته إلى حيث لا يطاوله أحد. ولكن المسألة كلها في رمزيتها. إلى الآن، لا تسمح تركيا بعودة رفات الشاعر الشيوعي ناظم حكمت. لكن حكمت لم يكن شيوعياً إلا من حيث هو وطني تركي. في المقابل، أرسل إردوغان فرقة عسكرية إلى سوريا للعناية بضريح السلطان سليمان شاه، المدفون هناك منذ قرون.

تونس على أعتاب جمهورية جديدة، هي الرابعة. هالة بورقيبة، وانتقالية بن علي، وعبور المرزوقي، ودولة السبسي، أمانة كبرى للرئيس المقبل

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس تونس دروس تونس



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon