توقيت القاهرة المحلي 01:39:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الموضوعية والعضوية

  مصر اليوم -

الموضوعية والعضوية

بقلم: سمير عطا الله

قبيل الصيف الماضي ألقيت، بدعوة من «مؤسسة فؤاد شهاب»، كلمة حول العلاقات اللبنانية الروسية، وألقى كلمة حول الموضوع نفسه السفير الروسي السيد ألكسندر زابسكين. انتقيت في مداخلتي التحدث عن العناصر الإيجابية في المرحلة السوفياتية حيال القضايا العربية، وخصوصاً فلسطين، وانتقدت الرد العربي، وخصوصاً طرد «الخبراء» السوفيات من مصر أيام الرئيس أنور السادات.
بدوت لبعض الحاضرين من سفراء لبنان في الخارج وكأنني «مؤيد للروس». ورأى بعض آخر «جرأة موضوعية». وبرغم مضي فترة طويلة على المحاضرة، تلقيت أخيراً رسالة إلى «النهار» من رجل كان يتهمني كل أسبوع بأنني من أعداء موسكو والشيوعية. ولذلك مضيت في هذا حتى بعد سقوط الشيوعية في العالم وبقائها حية عند صاحب الرسالة ورفاقه في لبنان. لذلك، يريد أن يسأل: هل هي يقظة ضمير، وماذا تغير؟
ليست بالتأكيد يقظة ضمير، ولا ندم على خطأ. الضمير الحي هو الذي كان ينتقد الشيوعية وموقفها من الحريات الإنسانية ومعاملتها لشعوبها، وهو الذي كان يشعر بالامتنان لموقف موسكو من العرب. وهو الذي أمضى عمراً في نقد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط والأقصى والأدنى، لكنه توقف، ولا يزال، عند لنكولن وروزفلت والجنرال جورج مارشال. وهو الذي أيد جمال عبد الناصر في السويس والسد العالي وكرامة الشعوب، وانتقده في السجون وفي الإهمال الذي أدى إلى حرب 67. وهو الذي انتقد أنور السادات.
يعطى الإنسان عينان لكي يميز بهما. وخصوصاً الصحافي، الذي ليس مسؤولاً أمام نفسه وحدها، بل أمام مجموعات شتى. والكاتب في جريدة تصدر للملأ ليس كالعضو في حزب، يرى فقط ما يُنص عليه، وينظر إلى الأشياء كما نظر إليها لينين قبل قرن. المسؤول عما حدث للشيوعية ليس أنا. أعتذر إذا صارحتك بأن ألدّ أعدائها هم متحجرون لا يتسع وعيهم إلا لمثل هذه التهم. ليتك تابعت موقفي من سلفادور أليندي في التشيلي وأغوستو بينوشيه. الأول يساري إنسان، وقاتله همجي بلا حدود.
الصحافة ليست بطاقة حزبية. ولا هي تهم سخيفة من هذا النوع.
تذكرني هذه بالحالات المشابهة في الجانب الآخر، يوم كان الملحق في السفارة اليونانية أيام الديكتاتورية يقتحم مبنى «النهار» صارخاً أن لديه وثائق عن عمالتي للحركة الشيوعية وموسكو، بسبب ما أكتبه عن همجية أسياده الذين لم يطل حكمهم.
أيها السيد: أسوأ بكثير أن يفقد إنسان حريته من أن يفقد ضميره. أنا تسمح لي حريتي استنكار عقود من شيوعية روسيا، والجلوس محاضراً إلى جانب سفيرها عن محاسن العلاقات، فيما أنت لا تزال موثوقاً بالسلاسل في مقعد الحزب، لا تصدق أنه زال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموضوعية والعضوية الموضوعية والعضوية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon