توقيت القاهرة المحلي 22:46:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا واد يا محمود

  مصر اليوم -

يا واد يا محمود

بقلم : سمير عطا الله

كان أنيس منصور إذا تعرف إلى شخص ناجح في المنصورة، كتب بافتخار «أن فلاناً من بلدياتي». وأعطاني ذلك انطباعاً بأن المنصورة مدينة صغيرة يعرف أهلها بعضهم بعضاً بالأسماء الأولى، ولا سيما أنها كانت في القرن الماضي مدينة الهجرة لبعض العائلات اللبنانية السياسية الكبرى، مثل آل إده، وآل الجميل، ومؤسس «النهار» جبران تويني.

سألت الكاتب الكبير ذات مرة، كم هو عدد سكان المنصورة؟ فقال: «لا أدري ما هو العدد بالضبط، لكنه يزيد على المليون». تعني الروابط الكثير للناس، بلدة أو وطناً أو مهنة. وفي الصحافة يسمى العاملون «زملاء»، مهما اختلفت المواهب والمراتب ونسخ التقليد المدمرة للأعصاب، أو تكاثر الطارئون الملوثون للبيئة.
بحثاً عن الصحافيين الذين أصبحوا من قادة التاريخ، عثرت في «بلديات» المهنة على عمالقة عدّة. ونستون تشرشل كان أشهرهم وأعظمهم. المستشار الألماني الغربي، وقبلها عمدة برلين، فيلي برانت، عمل في الصحافة فترة طويلة. جورج كليمنصو، رئيس وزراء فرنسا إبان الحرب العالمية الأولى، كان من أبرز صحافيي البلاد. موسوليني، الفاشي الذي قاد إيطاليا إلى الحرب والهزيمة، جاء إلى السياسة من الصحافة.
قبل سنوات التقيت بوريس جونسون في بهو فندق باريسي، وخلال اللقاء الذي دام حتى وصول السيدة التي ينتظرها، سألته في أمور المهنة، لكن لا هو ولا أنا طبعاً، ولا أحد كان يعتقد أن صحافي «سبكتاتور» الغريب الشعر، سوف يصبح ذات يوم خلفاً لتشرشل. لكن أين الصحافة والسياسة وبريطانيا، من زمن هذا، وزمان ذاك.
مهنتان تتكاملان أحياناً كثيرة. في لبنان أصبح الصحافي والمثقف الكبير، شارل حلو، رئيساً للجمهورية. وأصبح زميله في السياسة والصحافة تقي الدين الصلح رئيساً للوزراء، وكذلك الدكتور أمين الحافظ. واجتذبت السياسة 3 من كبار الصحافيين، جورج نقاش وغسان تويني وسعيد فريحة.
اكتفى صحافيون آخرون بأن يكونوا على مقربة من القادة. والتر ليبمان في أميركا، ناقل الحكمة إلى عدد من سكان البيت الأبيض، وفرنسوا مورياك، معبراً عن أفكار شارل ديغول، ومحمد حسنين هيكل، الأقرب إلى جمال عبد الناصر، وأنيس منصور، مؤنس أنور السادات.
وكانت للسادات علاقة خاصة جداً بالصحافة، حباً وكرهاً. وقد مارس المهنة، كاتباً وإدارياً، لفترة طويلة. وأرسل عدداً كبيراً من الزملاء إلى السجن، أشهرهم هيكل. وكان عبد الناصر قد أرسل عدداً آخر، أشهرهم مصطفى أمين.
أعتقد أن الزعماء ندموا على ذلك فيما بعد. فليس من الحكمة أبداً «الوقوع في لسان» صحافي. وأسوأ وقعة للرئيس السادات لم تكن مع هيكل كما يُظَن، بل مع العبد لله محمود السعدني، الذي روى لقاء السماح مع الريس تحت عنوان؛ يا واد يا محمود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا واد يا محمود يا واد يا محمود



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon