توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغازي

  مصر اليوم -

الغازي

بقلم : سمير عطا الله

فى العالم اليوم ثلاث جبهات مشتعلة: ليبيا، أذربيجان، سوريا. وهناك جهتان على حافة الاشتعال: اليونان وقبرص. وبركان على حافة التحرك، من المتوسط إلى بحر إيجة إلى بحر قزوين. يبرز فى الصورة رجل واحد، هو أردوغان.

أطلق كمال أتاتورك على نفسه - بين ألقاب أخرى - لقب «الغازى» الأحب إلى نفسه. لكنه تصرف عكس ذلك تماماً: قلّص الزوائد فى جسم «رجل أوروبا المريض». وبحث عن تحالفات. وأدخل البلاد فى الحداثة. أردوغان يفعل العكس. هو «الغازى» الفعلى، ولو احتاج إلى جيوش من المرتزقة الأجانب. وهذه عادة قديمة فى تركيا. وكان قوام قوتها العسكرية «الانكشارية» الذين تجندهم فى الولايات، أو بين المرتزقة، وتطلقهم فى اضطهاد أهل البلاد.

الزمن لم يتغير عند أردوغان. يريد العودة بالإمبراطورية إلى ما قبل أتاتورك. إنه السلطان محمد الثانى. وما كل هذه الحروب إلا معارك فى خرائط السلطنة. كيف؟ الغازى وحده يعرف. فهو من جهة حليف وشريك روسيا الأول. ومن جهة أخرى هو عضو أساسى فى الحلف الأطلسى ويعرف أن أمريكا لن تضحى به ولا بشراكة 6 عقود مع أنقرة. ولا أيضاً أوروبا، التى يدفع فى اتجاهها مرة «داعش» ومرة طوابير المهجرين.

وأوروبا تخاف - ويعرف أنها تخاف - بينما لا يخاف هو، من أن يشعل السلطان فى القارة الحروب الطائفية القديمة، مهدداً ألمانيا دائماً بوجود 4 ملايين ألمانى من أصل تركى فى البلاد. فى يد أردوغان أسلحة كثيرة وهو مستعد لاستخدامها. وما يخسره فى الاقتصاد المتداعى اليوم قد يعوضه فيما يمكن أن يجمعه من حصة فى النفط والغاز، من سوريا والمتوسط إلى بحر قزوين.

ما ليس مهماً ولا حساب له عنده، هو ما تحدثه الحرائق على الطريق. لذلك، اختار أردوغان شركاءه تماماً عكس المعطيات البديهية والطبيعية. بل ذهب أبعد من ذلك، عندما تحالف مع خصوم الشركاء الطبيعيين: السعودية وإيران مثالاً. والممول جاهز على الدوام.

قال الغازى فى الدوحة إنه جاء يتفقد قوات بلاده، فى القاعدة العسكرية هناك. يحلم الرجل بالعودة إلى عصر الولايات. يمشى ويصافح. يستقبل ويودّع سلطاناً من سلاطين الزمان. يريد أن ينسى العالم عدد وحجم المشاكل الوطنية التى يواجهها. يتجاهل بأنه لا يرى حال الأقليات المتصاعدة. ومثل أى متصرف، يرفض أن يرى أنه يدفع الشعب التركى نحو أحلاف اقتصادية سقيمة. إنه مطمئن إلى أنه محصّن ضد العقوبات بسبب عضوية الحلف الأطلسى. لكن من هم الشركاء الدائمون الذين اختارهم لبلاده؟ النظر القصير سريع الوقوع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغازي الغازي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon