توقيت القاهرة المحلي 09:56:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم أعقل

  مصر اليوم -

عالم أعقل

بقلم : سمير عطا الله

 كان محمد الماغوط يقول: «إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في إيطاليا يجب أن تعرف ماذا يجري في البرازيل». ويقصد بذلك الدول التي لا تمتلك قرارها كلياً. منذ مارس (آذار) الماضي إلى اليوم، حدث ما غيَّر تاريخ العالم. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وصف المفكر الأميركي فرانسيس فوكوياما ذلك بأنه نهاية التاريخ. وبعد لقاء زعيمي كوريا الجنوبية والشمالية وصف الشماليون ذلك بأنه بداية التاريخ.

ومن وجهة نظرهم، هذا صحيح. يجب أن نعرف ماذا حدث في بكين الشهر الماضي عندما قام كيم جونغ - أون بزيارتها سراً مع زوجته، ولم يعلن عن الزيارة إلا بعد عودته. أي بعد أن أقنعت البرازيل إيطاليا بأن العالم لم يعد يحتمل لعبة الصواريخ الهابطة في مياه اليابان، والمهددة بعبور القارة إلى الولايات المتحدة. قالت له بكين، يا عزيزنا كيم، أنت تصر على العيش في عالم جدك المبجل كيم إيل سونغ، وعالم جدك قد انتهى. وأنت تصفف شعرك على طريقة ماو تسي تونغ، وعالم ماو قد انتهى. وأنت تعتقد أننا نفرح بأن تزعج الغرب، وهذا انتهى.

قبل شهر كانَ كيم جونغ - أون يلتقط كل يوم «سيلفي» مع صاروخ جديد، ويهدد بقنبلة نووية، ويضع قواته في حال التأهب القصوى. وبعد شهر استبدل بالضحكة المنتفخة ابتسامة رجال الدول، والتقى عدوه الأول، وتصرف مثل أي زعيم دولة طبيعية.

من دون دعم الصين لا تستطيع كوريا الشمالية الصمود طويلاً في عزلتها المدججة بالصواريخ والمحتاجة إلى الأرز. ولم يعد في إمكان النموذج الكوري الصدئ والمتخلف والقائم على المخابرات والهوائيات اللفظية، أن يستمر وهو محاط بأكثر التجارب حيوية ونجاحاً في التاريخ: الصين وكوريا الجنوبية. بدل أن ينفجر الوضع مرة واحدة، ويتحول إلى حالة كارثية في الصين وسيول معاً، سوف ترعى الجارتان عملية التغيير الهادئ في كوريا الشمالية. دفعت ألمانيا الغربية نصف تريليون دولار كلفة عودة ألمانيا الشرقية لكي لا تغرق بتدفق الشرقيين عليها. إذا حدث انفجار مفاجئ في شمال شبه الجزيرة الكورية سوف يكون المشهد مثل يوم الحشر عند جارتيها.

لا شيء نهائي بعد. لكن التغير في بيونغ يانغ يبدو أكثر جدية من أي وقت مضى. وقد حل التبريك محل الهزء في التبادل بين ترمب وأون. وبدا أن في القاموس كلمات غير نابية يستطيع رؤساء الدول استخدامها بدل تعابير الأطفال وتوترهم.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم أعقل عالم أعقل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
  مصر اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
  مصر اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية
  مصر اليوم - خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية

GMT 09:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
  مصر اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon